الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الهدايه إلى بلوغ النهايه/ مكي بن أبي طالب (ت 437 هـ) مصنف و مدقق


{ فَجَعَلْنَاهَا نَكَالاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ }

قوله: { فَجَعَلْنَاهَا نَكَالاً }.

أي: فجعلنا العقوبة نكالاً وهي المسخة، وعليه أكثر أهل التفسير. وقيل: الهاء للقردة.

وقيل: للأمة الذين اعتدوا.

وروي عن ابن عباس أنه قال:جَعَلْنَاهَا } [الحج: 36]. أي: جعلنا الحيتان نَكَالاً لأن العقوبة من أجلها كانت. فدل الكلام عليها نكالاً لا عقوبة " عن ابن عباس.

ومعنى " نَكَّلْتُ به " عند أهل اللغة: فعلت به ما ينكل غيره أن يفعل مثله فيصيبه مثل ما أصابه.

قوله: { لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهَا } أي: من بعدهم ليحذر ويتقي.

{ وَمَا خَلْفَهَا } لمن بقي منهم عبرة. قاله ابن عباس.

وقال الربيع: " لما خلا من ذنوبهم: أي عوقبوا [من أجل ما] خلا من ذنوبهم، { وَمَا خَلْفَهَا }: أي: عبرة لمن بقي من الناس ".

وروى عكرمة عن ابن عباس: { لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا }: من / القرى ".

وقال قتادة: { لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهَا }: مِن ذنوبها التي مضت، { وَمَا خَلْفَهَا }: تعديهم في السبت وأخذهم الحيتان ". وكذلك قال / مجاهد.

وقال السدي: " { لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهَا } ما سلف من ذنوبها، { وَمَا خَلْفَهَا }: للأمم التي بعدها ألا يعصوا فيصنع بهم مثل ذلك ".

قوله: { وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ }.

أمة محمد صلى الله عليه وسلم أن لا ينتهكوا ما حرم الله عليهم فيصيبهم مثل ذلك.