ثمَّ عاد إلى ذكر المشركين فقال: { بل قلوبهم في غمرة } في جهالةٍ وغفلةٍ { من هذا } الكتاب الذي ينطق بالحقِّ { ولهم أعمال من دون ذلك } وللمشركين أعمالٌ خبيثةٌ دون أعمال المؤمنين الذين ذكرهم { هم لها عاملون }. { حتى إذا أخذنا مترفيهم } رؤساءَهم وأغنياءَهم { بالعذاب } بالقحط والجوع سبع سنين { إذا هم يجأرون } يضجُّون ويجزعون، ونقول لهم: { لا تجأروا اليوم إنكم منا لا تنصرون } لا تُمنعون، ولا ينفعكم جزعكم. { قد كانت آياتي تتلى عليكم } يعني: القرآن { فكنتم على أعقابكم } على أدباركم { تنكصون } ترجعون القهقرى مُكذِّبين به. { مستكبرين به } أي: بالحرم، تقولون: لا يظهر علينا أحدٌ؛ لأنَّا أهل الحرم { سامراً } سُمَّاراً باللَّيل { تَهْجُرُون } تهذون وتقولون الهُجر من سبِّ النبيِّ صلى الله عليه وسلم. { أفلم يدَّبَّروا القول } يتدبَّروا القرآن، فيقفوا على صدقك { أم جاءهم } بل أَجاءهم { ما لم يأت آباءهم الأولين } يريد: إنَّ إنزال الكتاب قد كان قبل هذا، فليس إنزال الكتاب عليك ببديعٍ ينكرونه. { أم لم يعرفوا رسولهم } الذي نشأ فيما بينهم وعرفوه بالصِّدق. { أم يقولون } بل أيقولون { به جنة } جنونٌ { بل جاءهم } ليس الأمر كما يقولون، بل جاءهم الرَّسول { بالحق } بالقرآن من عند الله.