الرئيسية - التفاسير


* تفسير التفسير الكبير / للإمام الطبراني (ت 360 هـ) مصنف و مدقق


{ هُوَ ٱلَّذِي خَلَقَكُمْ مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلاً ثُمَّ لِتَـبْلُغُوۤاْ أَشُدَّكُـمْ ثُمَّ لِتَكُـونُواْ شُيُوخاً وَمِنكُمْ مَّن يُتَوَفَّىٰ مِن قَبْلُ وَلِتَبْلُغُوۤاْ أَجَلاً مُّسَمًّى وَلَعَلَّـكُمْ تَعْقِلُونَ }

قَوْلُهُ تَعَالَى: { هُوَ ٱلَّذِي خَلَقَكُمْ مِّن تُرَابٍ }؛ أي خلقَ أصلَكم من ترابٍ، { ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ }؛ لآبائِكم، { ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ } ، ثم نقلَكُم إلى العلَقَةِ وهو الدمُ الغليظ، { ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ }؛ من بطُونِ أمَّهَاتِكم أطفَالاً واحداً واحداً لذلكَ قوله: { طِفْلاً }؛ وقالبِٱلأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً } [الكهف: 103] لأن الواحدَ يكون أعمالٌ.

وقولهُ تعالى: { ثُمَّ لِتَـبْلُغُوۤاْ أَشُدَّكُـمْ }؛ أي بنقلِكم إلى حالِ اجتماع القوَّة والكمالِ، { ثُمَّ لِتَكُـونُواْ شُيُوخاً }؛ أي تصِيرُوا شُيوخاً بعدَ الأشُدِّ، { وَمِنكُمْ مَّن يُتَوَفَّىٰ مِن قَبْلُ }؛ من قبلِ البُلوغِ ومن قبلِ الشَّيخوخةِ، { وَلِتَبْلُغُوۤاْ أَجَلاً مُّسَمًّى }؛ يريدُ أجلَ الحياةِ إلى الموتِ، ولكلِّ أجلٍ لحياتهِ ينتهي إليه، ويقالُ: لتبلغُوا أجَلاً مسمَّى؛ أي لتُوَافُوا القيامةَ للجزاءِ والحساب، { وَلَعَلَّـكُمْ تَعْقِلُونَ } ، ولكي يعقِلُوا وحدانيةَ اللهِ تعالى وتَمام قدرتهِ، وتصدقوا بالبعثِ بعدَ الموتِ.