{ قُلِ } يا محمد لهم { ٱللَّهُ يُنَجِّيكُمْ مِّنْهَا } من شدائد البر والبحر { وَمِن كُلِّ كَرْبٍ } غم وهول { ثُمَّ أَنتُمْ } يا أهل مكة { تُشْرِكُونَ } به الأصنام { قُلْ } يا محمد لهم { هُوَ ٱلْقَادِرُ عَلَىٰ أَن يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَاباً مِّن فَوْقِكُمْ } كما بعث على قوم نوح وقوم لوط { أَوْ مِن تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ } يخسف بكم الأرض كما خسف بقارون { أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً } أهواء مختلفة كما كانت في بني إسرائيل بعد النبيين { وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ } بالسيف { ٱنْظُرْ } يا محمد { كَيْفَ نُصَرِّفُ ٱلآيَاتِ } نبين القرآن بأخبار الأمم الماضية وما فعلنا بهم { لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ } لكي يفقهوا أمر الله وتوحيده { وَكَذَّبَ بِهِ } بالقرآن { قَوْمُكَ } قريش { وَهُوَ ٱلْحَقُّ } يعني القرآن { قُل } يا محمد { لَّسْتُ عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ } بكفيل أن أؤديكم إلى الله مؤمنين { لِّكُلِّ نَبَإٍ مُّسْتَقَرٌّ } لكل قول من الله ومني من الأمر والنهي والوعد والوعيد والبشرى بالنصرة والعذاب مستقر فعل وحقيقة منه ما يكون في الدنيا ومنه ما يكون في الآخرة { وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ } ذلك في الدنيا والآخرة ويقال لكل نبأ مستقر لكل قول وفعل منكم حقيقة وحقيقة ذلك في القلب وسوف تعلمون ماذا يفعل بكم { وَإِذَا رَأَيْتَ ٱلَّذِينَ يَخُوضُونَ فِيۤ آيَاتِنَا } يستهزئون بك وبالقرآن { فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ } فاترك مجالسهم { حَتَّىٰ يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ } كي يكون خوضهم وحديثهم في غير القرآن والاستهزاء بك { وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ ٱلشَّيْطَانُ } بعد النهي { فَلاَ تَقْعُدْ بَعْدَ ٱلذِّكْرَىٰ } بعد ما ذكرت { مَعَ ٱلْقَوْمِ ٱلظَّالِمِينَ } المشركين أمر الله نبيه بذلك إذ كان بمكة فشق على أصحابه ذلك فرخص لهم بعد ذلك بالجلوس معهم للعظة والنهي فقال { وَمَا عَلَى ٱلَّذِينَ يَتَّقُونَ } الكفر والشرك والفواحش والاستهزاء { مِنْ حِسَابِهِم } من مأثمهم والكفر والاستهزاء بهم { مِّن شَيْءٍ وَلَـٰكِن ذِكْرَىٰ } ذكروهم بالقرآن { لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ } الكفر والشرك والفواحش والاستهزاء بالقرآن وبمحمد صلى الله عليه وسلم { وَذَرِ ٱلَّذِينَ ٱتَّخَذُواْ دِينَهُمْ } يعني اليهود والنصارى ومشركي العرب اتخذوا دين آبائهم المؤمنين { لَعِباً } ضحكة { وَلَهْواً } استهزاء ويقال دينهم عندهم لعباً ولهواً فرحاً وباطلاً { وَغَرَّتْهُمُ ٱلْحَيَاةُ ٱلدُّنْيَا } ما في الدنيا من الزهرة والنعيم { وَذَكِّرْ بِهِ } عظ بالقرآن ويقال بالله { أَن تُبْسَلَ نَفْسٌ } لكي لا تهلك ولا توهن ولا تعذب نفس { بِمَا كَسَبَتْ } من الذنوب { لَيْسَ لَهَا } للنفس { مِن دُونِ ٱللَّهِ } من عذاب الله { وَلِيٌّ } قريب يدفع عنها { وَلاَ شَفِيعٌ } يشفع لها { وَإِن تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ } أن تجيء بكل من على وجه الأرض { لاَّ يُؤْخَذْ مِنْهَآ } لا يقبل من النفس { أُوْلَـٰئِكَ } المستهزئون { ٱلَّذِينَ أُبْسِلُواْ } أهلكوا وأوهنوا وعذبوا وهم عيينة والنضر وأصحابهما { بِمَا كَسَبُواْ } من الذنوب { لَهُمْ شَرَابٌ مِّنْ حَمِيمٍ } ماء حار يغلي قد انتهى حره { وَعَذَابٌ أَلِيمٌ } وجيع { بِمَا كَانُواْ يَكْفُرُونَ } بمحمد والقرآن.