الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح البيان في تفسير القرآن/ اسماعيل حقي (ت 1127 هـ) مصنف و مدقق


{ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَكُونُواْ كَٱلَّذِينَ آذَوْاْ مُوسَىٰ فَبرَّأَهُ ٱللَّهُ مِمَّا قَالُواْ وَكَانَ عِندَ ٱللَّهِ وَجِيهاً }

{ يا ايها الذين آمنوا لا تكونوا } فى ان تؤذوا رسول الله صلى الله عليه وسلم. قيل نزلت فى شأن زينب وما سمع فيه من مقالة الناس كما سبق. وعن عبد الله بن مسعود رضى الله عنه قال قسم النبى عليه السلام قسما فقال الرجل ان هذه القسمة ما اريد بها وجه الله فاتيت النبى عليه السلام فاخبرته فغضب حتى رأيت الغضب فى وجهه ثم قال " يرحم الله موسى قد اوذى باكثر من هذا " { كالذين آذوا موسى } كقارون واشياعه وغيرهم من سفهاء بنى اسرائيل كما سيأتى { فبرأه الله مما قالوا } اصل البراءة التفصى مما تكره مجاورته اى فاظهر براءة موسى عليه السلام مما قالوا فى حقه اى من مضمونه ومؤداه الذى هو الامر المعيب فان البراءة تكون من الغيب لا من القول وانما الكائن من القول التخلص { وكان } موسى { عند الله وجيها } فى الوسيط وجه الرجل يوجه وجاهة فهو وجيه اذا كان ذا جاه وقدر. قال فى تاج المصادر الوجاهة خداوند قدروجاه شدن والمعنى ذا جاه ومنزلة وقربة فكيف يوصف بعيب ونقيصة. وقال ابن عباس رضى الله عنهما وجيها اى حظيا لا يسأل الله شيئا الا اعطاه. وفيه اشارة الى ان موسى عليه السلام كان فى الازل عند الله مقضيا له بالوجاهة فلا يكون غير وجيه بتعيير بنى اسرائيل اياه كما قيل
ان كنت عندك يا مولاى مطرحا فعند غيرك محمول على الحذف   
وفى المثنوى
كى شود دريا زبوزسك نجس كى شود خورشيد ازيف منطمس   
وفى البستان
امين وبدانديش طشتند ومور نشايد درو رخته كردن بزور   
واختلفوا فى وجه اذى موسى عليه السلام فقال بعضهم ان قارون دفع الى زانية ما لا عظيما على ان تقول على رأس الملأ من بنى اسرائيل انى حامل من موسى على الزنى فاظهر الله نزاهته عن ذلك بان اقرت الزانية بالمصانعة الجارية بينها وبين قارون وفعل بقارون ما فعل من الخسف كما فصل فى سورة القصص
كند ازبهر كليم الله جاه درجه افتا وبشد حالش تباه جون قضا آيد شودتنك اين جهان از قضا حلوا شود رنج دهان اين جهان جون قحبه مكاره بين كس زمكر قحبه جون باشد امين او بمكرش كرد قارون درزمين شد زرسوايى شهير عالمين   
وقال بعضهم قذفوه بعيب فى بدنه من برص وهو محركة بياض يظهر فى ظاهر البدن لفساد مزاج او من ادرة وهى مرض الانثيين ونفختهما بالفارسية مادخايه وذلك لفرط تستره حياء فاطلعهم الله على براءته وذلك ان بنى اسرائيل كانونا يغتسلون عراة ينظر بعضهم الى سوءة بعضهم اى فرجه وكان موسى عليه السلام يغتسل وحده. قال ابن ملك وهذا مشعر بوجوب التستر فى شرعه.

السابقالتالي
2 3