الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ فَكُلُواْ مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلاَلاً طَيِّباً وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }

قوله تعالى { فَكُلُواْ مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلاَلاً طَيِّباً } امر الله سبحانه باكل الحلال الطيب الذى يتولد من كشف الحلال مثل الجهاد وذلك ان لقمة الحلال معجونة بنظر لطفه تقوى ابدان الصديقين وقلوب المقربين وارواح المحبين ولا يتولد منه الامان فيها معجوناً وهو لطف البارى سبحانه وهيجه الى طهارة القلب من الوسواس لان الحرام ميراث الشيطان وهم يتبعون ميراثهم ويطلبون عوضه حال الصادق وايمانه قال جعفر الحلال ما لا يعصى الله فيه والطيب ما لا ينسى الله فيه وقال بعضهم الحلال ما اخذته عن ضرورة والطيب من الحلال ما اثرت به مع الحاجة والفاقة وقال بعضهم الحلال ما يظهر لك من غير سبب والطيب ما يبدو لك من المسبب وما ارى من الفرق بين الحلال والطيب ان الحلال ما تأكل فى المجاهدة والطيب ما تاكل فى المشاهدة وايضا الحلال ما لم يحك الصدر والطيب ما يروح القلب قال عليه الصلاة والسلام فى هذه الاشارة " دع ما يريبك الى ما لا يريبك واستفت قلبك ولو افتاك المفتون " وقال " الاثم ما حاك صدرك " وايضا الحلال ما يتعرض لك من الغيب بمراقبتك وانتظارك والطيب ما يبدو لك من الغيب بغير مراقبتك واستشراف نفسك وقال الاستاذ الحلال ما كان مأذونا فيه والحلال الطيب ان تعلم ان ذلك من قبل الله فضلا لك من قبله لا استحقاقا.