الرئيسية - التفاسير


* تفسير الكشاف/ الزمخشري (ت 538 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ }

{ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ } من جملة ما قال موسى لقومه، وانتصابه للعطف على قولهنِعْمَةَ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ } البقرة 231 كأنه قيل وإذ قال موسى لقومه اذكروا نعمة الله عليكم، واذكروا حين تأذن ربكم. ومعنى تأذن ربكم أذن ربكم. ونظير تأذن وأذن توعد وأوعد، تفضل وأفضل. ولا بدّ في تفعل من زيادة معنى ليس في أفعل، كأنه قيل وإذ أذن ربكم إيذاناً بليغاً تنتفي عنده الشكوك وتنزاح الشبه. والمعنى وإذ تأذن ربكم فقال { لَئِن شَكَرْتُمْ } أو أجرى { تَأَذَّنَ } مجرى، قال لأنه ضرب من القول. وفي قراءة ابن مسعود «وإذ قال ربكم لئن شكرتم»، أي لئن شكرتم يا بني إسرائيل ما خولتكم من نعمة الإنجاء وغيرها من النعم بالإيمان الخالص والعمل الصالح { لأَزِيدَنَّكُمْ } نعمة إلى نعمة، ولأضاعفن لكم ما آتيتكم { وَلَئِن كَفَرْتُمْ } وغمطتم ما أنعمت به عليكم { إِنَّ عَذَابِى لَشَدِيدٌ } لمن كفر نعمتي.