الرئيسية - التفاسير


* تفسير معالم التنزيل/ البغوي (ت 516 هـ) مصنف و مدقق


{ يٰزَكَرِيَّآ إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلاَمٍ ٱسْمُهُ يَحْيَىٰ لَمْ نَجْعَل لَّهُ مِن قَبْلُ سَمِيّاً }

قوله عزّ وجلّ: { يَا زَكَرِيَّآ إِنَّا نُبَشِّرُكَ } ، وفيه اختصار، معناه: فاستجاب الله دعاءه، فقال: يازكريا إنا نبشرك، { بِغُلَـٰمٍ } ، بولد ذكر، { ٱسْمُهُ يَحْيَىٰ لَمْ نَجْعَل لَّهُ مِن قَبْلُ سَمِيّاً } ، قال قتادة والكلبي: لم يُسمَّ أحد قبله يحيـى. وقال سعيد بن جبير وعطاء: لم نجعل له شبهاً ومثلاً، كما قال الله تعالى: " هل تعلم له سميّاً " ، أي مثلاً. والمعنى: أنه لم يكن له مثل، لأنه لم يعص ولم يهمَّ بمعصية قط. وقيل: لم يكن له مثل في أمر النساء، لأنه كان سيداً وحصوراً. وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس رضي الله عنهما: أي لم تلد العواقر مثله ولداً. وقيل: لم يرد الله به اجتماع الفضائل كلها ليحيـى، إنما أراد بعضها، لأن الخليل والكليم كانا قبله، وهما أفضل منه.