الرئيسية - التفاسير


* تفسير حقائق التفسير/ السلمي (ت 412 هـ) مصنف و مدقق


{ مَّآ أَفَآءَ ٱللَّهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ ٱلْقُرَىٰ فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي ٱلْقُرْبَىٰ وَٱلْيَتَامَىٰ وَٱلْمَسَاكِينِ وَٱبْنِ ٱلسَّبِيلِ كَيْ لاَ يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ ٱلأَغْنِيَآءِ مِنكُمْ وَمَآ آتَاكُمُ ٱلرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَٱنتَهُواْ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ إِنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلْعِقَابِ }

قوله تعالى: { وَمَآ آتَاكُمُ ٱلرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَٱنتَهُواْ } [الآية: 7].

قال ابن عطاء: لما عظم أمانته فى نفسه ولاَّه الحق وضع الشرع فجعل أمره أمره ونهيه نهيه. أخبرنا على بن أحمد بن عبد العزيز قال: حدثنا المنكدرى قال: حدثنا أحمد ابن مهدى وإبراهيم بن الحسين قال: حدثنا نعيم بن حماد قال: حدثنا بقية عن عيسى ابن أبى عيسى عن موسى بن أبى حبيب أنه سمع الحكم بن عمير يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن القرآن صعب مستصعب على من كرهه يسير مُيَسَّر على من يتبعه وإن حديثى صعب مستصعب على من كرهه وهو الحكم فمن استمسك بحديثى وفهمه وحفظه جامع القرآن ومن تهاون بالقرآن وحديثى خسر الدنيا والآخرة أمرت أمتى أن يأخذوا بقولى ويطيعوا أمرى ويتبعوا سنتى فمن رضى بقولى فقد رضى بالقرآن ومن استهزأ بقولى فقد استهزأ بالقرآن قال الله تعالى: { وَمَآ آتَاكُمُ ٱلرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَٱنتَهُواْ } ".

قوله تعالى: { وَمَآ آتَاكُمُ ٱلرَّسُولُ فَخُذُوهُ } [الآية: 7].

قال الجنيد: العبد مبتلى بالأمر والنهى ولله عز وجل فى سره أسرار بالليل والنهار فكلما خطر خاطر عرضه على الكتاب والسنة فما أمراه به ائتمر وما نهياه عنه انتهى فإن عجز استعان واستغاث. إن عجز عن الكتاب استعان بالسنة وإن عجز عن السنة استعان بالصحابة وإن عجز عن الصحابة استعان بالسلف الصالحين وإن عجز عن ذلك استعان بالرجوع إلى أهل زمانه فيعرض ذلك عليهم لأن الله يقول: { وَمَآ آتَاكُمُ ٱلرَّسُولُ فَخُذُوهُ... } الآية.

سمعت محمد بن عبد الله الرازى يقول: سمعت أبا يعقوب النهرجورى يقول: سمعت سهل بن عبد الله يقول: أصول مذهبنا ثلاثة أشياء: أكل الحلال والاقتداء بالنبى صلى الله عليه وسلم فى الأفعال والأخلاق وإخلاص النية فى جميع الأعمال.

وسئل سهل عن شرائع الإسلام فقال: { وَمَآ آتَاكُمُ ٱلرَّسُولُ فَخُذُوهُ... } الآية.