الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ ٱلَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ } * { فِيۤ أَيِّ صُورَةٍ مَّا شَآءَ رَكَّبَكَ }

قوله تعالى { ٱلَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ فِيۤ أَىِّ صُورَةٍ مَّا شَآءَ رَكَّبَكَ } خلقك فسواك بعلمه عليك فى القدم فخرجت على وفق ما علمت فصرت مستوياً بما فى علم الازل متصفا بصفاتى اذ كل صفة منى اورثت صفة فيك وبصورة الروح الناطقة الاولية ركبك وهى تنورها منك لا يتفاوت بين صورتك وروحك فى الخليقة والصورة فان صورتك الظاهر منقوشة بنقش صورة الروح وايضا ركبك فى صورة المحبة والولاية والخلافة والمعرفة والجهل بحقائق وجودى ووجودك الذى لو عرفته عرفتنى واطعتنى بمعرفتك لى قال الجنيد تسوية الخلق بالمعرفة وتعديلها بالايمان وقال ذو النون خلقك فسواك اوجدك فسخر لك المكنونات اجمع ولم يسحرك لشئ قال الواسطى فى قوله فى اى صورة ما شاء ركبك صورة المطيعين والعاصين ومن ركبه على صورة الولاية ليس كمن صورة على صورة العداوة قال الحسين من قصده بنفسه صرف عنه حظه ومن قصده به فهو المحجوب عن نفسه لانه يقول فى اى صورة ما شاء ركبك فى اى حالة ما شاء انشاك لانه خلق آدم بالطاف بره وباشره باعلاء قدره واظهر الارواح بين جلاله وجماله وخصه بنفخ الروح فيه وكساه كسوة لولا انه سترها لسجد لها كل ما اظهر من الكون فمن رداه برداء الجمال فلا شئ اجمل من كونه ومن رداه برداء الجلال اوقعه الهيبة على شاهد.