الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ أَلَمْ تَرَ أَنَّ ٱللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَىٰ ثَلاَثَةٍ إِلاَّ هُوَ رَابِعُهُمْ وَلاَ خَمْسَةٍ إِلاَّ هُوَ سَادِسُهُمْ وَلاَ أَدْنَىٰ مِن ذَلِكَ وَلاَ أَكْثَرَ إِلاَّ هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُواْ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُواْ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ إِنَّ ٱللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } * { أَلَمْ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ نُهُواْ عَنِ ٱلنَّجْوَىٰ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا نُهُواْ عَنْهُ وَيَتَنَاجَوْنَ بِٱلإِثْمِ وَٱلْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَتِ ٱلرَّسُولِ وَإِذَا جَآءُوكَ حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ ٱللَّهُ وَيَقُولُونَ فِيۤ أَنفُسِهِمْ لَوْلاَ يُعَذِّبُنَا ٱللَّهُ بِمَا نَقُولُ حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ ٱلْمَصِيرُ }

{ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ يَعْلَمُ مَافِى السَّمَٰوَاتِ وَمَافِى الأَرْضِ } تفصيلا واجمالا { مَايَكُونَ مِن نَّجْوَى ثَلاثَةٍ } من صلة في أسم الكون وما نافية أو للاستفهام الانكاري والخبر ما بعد إلا أو الكون تام وما بعد إلا حال واستغنى في الربط بضمير المضاف اليه والنجوى مؤنث مجازا ظاهر ولذلك ذكر الفعل وايضاً قد فصل أو لان الاصل شيء من نجوى فتكون من غير زائدة وقرىء بالمثناة فوق والنجوى التناجي إما أن تكون مضافة لثلاثة أو موصوفة بها على تأويلها بمتناجين أو على تقدير مضاف أي من أهل نجوى فيكون ثلاثة نعتا للاهل أو جعلوا نجوى في انفسهم مبالغة وعليهما فعدم التنوين لالف التأنيث واشتقاق النجوى من النجوة وهي ما ارتفع من الارض فإن السر مرفوع الى الذهن يعسر الاطلاع عليه. { إِلا هُوَ رَابِعُهُمْ } شاهد عالم بنجواهم أي ما يتناجون في حال من الاحوال إلا والله خبير { وَلا خَمْسَةٍ إِلا هُوَ سَادِسُهُمْ } هذا عطف على معمولين وهما ثلاثة وقوله رابعهم لعاملين وهما يكون ونجوى وان عطفنا خمسة على نجوى كان كذلك ولكن احد العامين حينئذ هو من وكان العطف حينئذ على معمولي عامل وهو يكون لان من زائدة ولكن لا بد من تقدير مضاف على هذا الاخير ولعل مانع العطف على معمولي عاملين يقول بهذا الاخير. وقرأ ابن ابي عبلة بنصب ثلاثة وخمسة على الحالية باضمار يتناجون للادلة نجوى عليه أو على تأويل نجوى بمتناجين وصاحب الحال الضمير المستتر في متناجين وخصص العددين الثلاثة أو الخمسة إما لأن قوما من المنافقين تخالفوا للتناجي مغاءطه للمؤمنين على هذين العديين ثلاثة وخمسة أي ما يتناجى منهم ثلاثة ولا أربعة كما ترونهم إلا وهو يسمعهم كما يسمع الرابع منهم إذا تناجى ثلاثة والخامس إذا تناجى اربعة فهو كالرابع والخامس وهذا معنى الآية. وقيل تناجوا ثلاثة وتناجوا اربعة لا غير والرابع والخامس الله وقد روي عن ابن عباس انها نزلت في ربيعة وحبيب ابني عمرو وصفوان بن امية تحدثوا فقال احدهم اترى ان الله يعلم ما نقول فقال الآخر يعلم بعضاً وقال الثالث ان علم بعضا علم كلاً وقد صدق لان من علم بعضا بلا سبب علم الكل وأما لانه قصد ان يذكر ما جرت به العادة من ان المتخالين للشورى ليسوا بكل احد وانماهم طائفة مجتباه من أولى النهى والاحلام واول عددهم الاثنان فصاعدا الى خمسة إلى ستة الى ما اقتضته الحكمة. كما ترك عمر الامامة شورى بين الستة وقد ذكر الاكثر والاقل بقوله { وَلا أَدْنَى } أقل { مِن ذَلِكَ وَلا أَكْثَرَ إِلا هُوَ مَعَهُمْ } بالعلم والقدرة أو خص الثلاثة لانها اقل ما يتم التشاور اثنان كالخصمين ويرجعان لرأي الثالث ولا بد لكل مشاورة من واحد يكون حكما فيها وذكر خمسة لانها اول فرد بعد الثلاثة وقيل خص الثلاثة والخمسة لان الفرد اشرف من الزوج وفي مصحف ابن مسعود إلا الله رابعهم ولا اربعة إلا الله خامسهم ولا خمسة إلا الله سادسهم ولا أقل من ذلك ولا أكثر إلا الله معهم إذا تناجوا.

السابقالتالي
2 3