الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ مَّآ أَفَآءَ ٱللَّهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ ٱلْقُرَىٰ فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي ٱلْقُرْبَىٰ وَٱلْيَتَامَىٰ وَٱلْمَسَاكِينِ وَٱبْنِ ٱلسَّبِيلِ كَيْ لاَ يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ ٱلأَغْنِيَآءِ مِنكُمْ وَمَآ آتَاكُمُ ٱلرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَٱنتَهُواْ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ إِنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلْعِقَابِ }

{ مَّا أَفَآءَ اللهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ القُرَى } قريظة والنضير وفدك وخيبر وغيرها كذا قيل هذه الجملة في حكم الاولى ومبسه لها ولذا لم تقترن بعاطف امره ان يضع الفيء حيث يضع خمس الغنيمة قاله عمر بن عبد العزيز. { فَللهِ } جميعه يأمر فيه بما شاء وذكره لتنظيم وقيل بسدس الفيء وسهم الله يصرف في عمارة الكعبة والمساجد. { وَلِلرَّسُولِ } ويصرف سهمه اليوم للامام وقيل المساكين والثغور ومصالح المؤمنين والقولان وعن الإِمام الشافعي وبدا بالمقاتلة فالاهم فالاهم وقيل يخمس خمسه كالغنيمة لانه كان صلى الله عليه وسلم يفعل ذلك ويصرف الخمس إلا ربعه كما يشاء والان على الخلاف وقيل ينفق من الفيىء لاهله سنة وما بقي للكراع والسلاح. { وَلِذِى القُرْبَى } بني هاشم وبني عبد المطلب كتب نجدة عن عامر إلى ابن عباس يسأله عن سهم ذي القربى فكتب اليه انا كنا نراها قرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي ذلك علينا قومنا وكذا قال ابو بكر وعمر. { وَاليَتَامَى } الاطفال الذي هلكت آباؤهم وهم فقراء { وَالمَسَاكِينِ } ذوي الحاجة من المسلمين { وَابْنِ السَّبِيلِ } المنقطع في سفره من المسلمين وان كان غنيا في بلده وقيل المراد الغازي وعليه الحسن وقال الاكثرون لا يخمس الفيء بل فيه لجميع المسلمين حق قرأ عمر الآية إلىوالذين جاءوا من بعدهم } الآية ثم قال هذه استوعبت المؤمنين وما على وجه الارض مسلم إلا له حق في الفيء إلا ما ملكت ايمانكم وقيل المراد بالقرى الصفراء والينبوع ووادي القرى وغيرها مما هناك من قرى العرب المفتوحة بلا قتال وانه اعطى ذلك للمهاجرين ولم يعط الانصار شيئا لهم ولم يحبس لنفسه شيئاً وقيل ان هذه نخست الاولى جعلت الخمس لمن كان له الفيء فصار ما بقي من الغنيمة لاحل القتال أي لمن خرج وتأهل للقتال. وعن الحسن ان الفيء الجزية ولا يجعل الآية منسوخة وعن مالك بن أوس أن عمر دعاه إذ جاء حاجبه برفاء فقال هل لك يا أمير المؤمنين في عثمان وعبد الرحمن بن عوف والزبير وسعد يستأذنون قال نعم فادخلهم فلبث ثم جاء برفاء فقال هل لك في العباس وعلي يستأذن قال نعم فاذن لهما فدخلا قال العباس يا أمير المؤمنين اقض بيني وبين هذا فقال القوم أجل يا أمير المؤمنين اقض بينهما وارح احدهما من الآخر قال مالك بن أوس تخيل لي انهم قدموهم. كذلك قال عمر انشدكم بالله الذي بأذنه تقوم السماوات والارض هل تعلمون ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لانورث، ما تركناه صدقة يريد نفسه قالوا نعم ثم اقبل على العباس وعلي ثم قال انشدكما بالله الذي بأذنه تقوم السماوات والارض اتعلمان ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لانورث ما تركناه صدقة قالا نعم قال عمر ان الله خص رسوله بخاصة لم يخص بها احدا غيره فقال وما افاء الله الخ فقسم بينكم اموال بني النضير فوالله ما استأثرها عليكم وبقي هذا المال وكان يأخذ نفقة سنة والباقي يجعله لله وانشدهم الله وانعموا كما مر.

السابقالتالي
2 3