الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المصون/السمين الحلبي (ت 756 هـ) مصنف و مدقق


{ مَتَاعٌ فِي ٱلدُّنْيَا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ نُذِيقُهُمُ ٱلْعَذَابَ ٱلشَّدِيدَ بِمَا كَانُواْ يَكْفُرُونَ }

قوله تعالى: { مَتَاعٌ فِي ٱلدُّنْيَا }: يجوز رفع " متاع " مِنْ وجهين، أحدهما: أنه خبرُ مبتدأ محذوف، والجملة جوابٌ لسؤالٍ مقدر فهي استئنافيةٌ كأن قائلاً قال: كيف لا يَعْلمون وهم في الدنيا مُفْلحون بأنواعٍ ممَّا يتلذذون به؟ فقيل: ذلك متاع. والثاني: أنه مبتدأ والخبر محذوفٌ تقديرُه، لهم متاعٌ، و " في الدنيا " يجوز أن يتعلقَ بنفس " متاع " ، أي: تَمَتُّعٌ في الدنيا، ويجوز أن يتعلَّقَ بمحذوفٍ على أنه نعتٌ لـ " متاع " فهو في محلِّ رفعٍ. ولم يُقرأ بنصبه هنا بخلاف قوله: " متاع الحياة " في أول السورة.

وقوله: { بِمَا كَانُواْ } الباءُ للسببية، و " ما " مصدريةٌ، أي: بسببِ كونهم كافرين.