{ مَتَٰعٌ فِي ٱلدُّنْيَا } تقديره: لهم متاع في الدنيا { نُوحٍ } روي أن اسمه عبد الغفار، وإنما سمي نوحاً لكثرة نوحه على نفسه من خوف الله { كَبُرَ عَلَيْكُمْ } أي صعب وشق { مَّقَامِي } أي قيامي لوعظكم والكلام معكم، وقيل: معناه مكاني يعني نفسه، كقولك: فعلت ذلك لمكان فلان { فَأَجْمِعُوۤاْ } بقطع الهمزة من أجمع الأمر إذا عزم عليه، وقرئ بألف وصل من الجمع { وَشُرَكَآءَكُمْ } أي ما تعبدون من دون الله، وإعرابه: مفعول معه، أو مفعول بفعل مضمر تقديره: ادعو شركاءكم، وهذا على القراءة بقطع الهمزة، وأما على الوصل فهو معطوف { ثُمَّ لاَ يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً } أي لا يكون قصدكم إلى هلاكي مستوراً ولكن مكشوفاً تجاهرونني به وهو من قولك: غم الهلال إذا لم يظهر، والمراد بقوله: أمركم في الموضعين إهلاككم لنوح عليه السلام، أي: لا تقصروا في إهلاكي إن قدرتم على ذلك { ثُمَّ ٱقْضُوۤاْ إِلَيَّ } أي انفذوا فيما تريدون، ومعنى الآية أن نوحاً عليه السلام قال لقومه: إن صعب عليكم دعائي لكم إلى الله فاصنعوا بي غاية ما تريدون، وإني لا أبالي بكم لتوكلي على الله وثقتي به سبحانه { وَجَعَلْنَاهُمْ خَلَٰئِفَ } أي يخلفون من هلك بالغرق.