وقوله تعالى: { لّيُنذِرَ مَن كَانَ حَيّاً } أي: حيَّ القَلْبِ والبَصِيرَةِ، ولم يكن مَيِّتاً لكُفْرِهِ؛ وهذه استعارةٌ، قال الضحاك: { مَن كَانَ حَيّاً } معناه: عاقِلاً، { وَيَحِقَّ ٱلْقَوْلُ } معناه: يُحَتَّمَ العذابُ ويَجِبَ الخُلُودُ.
وقوله تعالى: { أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّا خَلَقْنَا } الآيةُ. مخاطَبةٌ لقريشٍ أيضاً.
وقوله: { أَيْدِينَا } عبارةٌ عَنِ القُدْرةِ، واللَّه تعالى مُنَزَّهٌ عَنِ الجارِحَةِ.
وقوله تعالى: { فَهُمْ لَهَا مَـٰلِكُونَ } تنبيهٌ على النِعْمَةِ.
وقوله: { وَهُمْ لَهُمْ جُندٌ مٌّحْضَرُونَ } أي: يُحْضَرُونَ لهُمْ في الآخِرةِ عَلَىٰ معنى التوبيخِ والنِّقْمةِ، وسَمَّى الأصْنَامَ جُنْداً؛ إذْ هُمْ عُدَّةٌ للنِّقْمَة من الكفرة، ثم أنَّسَ اللَّهُ نبيَّه ـــ عليه الصلاة والسلام ـــ بقوله: { فَلاَ يَحْزُنكَ قَوْلُهُمْ } وَتَوَعَّدَ الكَفَرَةَ بقوله: { إِنَّا نَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ }.