ينبه عباده، على سعة جوده، وكثرة أفضاله، ويحثهم على شكرها، ومع هذا، فأكثر الناس قد أعرضوا عن الشكر، واشتغلوا بالنعم عن المنعم. { وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَعْلَمُ مَا تُكِنُّ } أي: تنطوي عليه { صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ } فليحذروا من عالم السرائر والظواهر، وليراقبوه. { وَمَا مِنْ غَآئِبَةٍ فِي ٱلسَّمَآءِ وَٱلأَرْضِ } أي: خفية وسر من أسرار العالم العلوي والسفلي، { إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ } قد أحاط ذلك الكتاب بجميع ما كان ويكون إلى أن تقوم الساعة، فكل حادث يحدث جَليٍّ أو خفيٍّ، إلا وهو مطابق لما كتب في اللوح المحفوظ.