قوله: { مَّقَاماً }: قرأ ابن كثير " مُقاماً " بالضم، ورُوِيَتْ عن أبي عمرو، وهي قراءةُ ابن محيصن. والباقون بالفتح. وفي كلتا القراءتين يحتمل أَنْ يكونَ اسمَ مكانٍ أو اسمَ مصدر، إمَّا من " قام " ثلاثياً، أو مِنْ " أقام " ، أي: خير مكانِ قيامِ أو إقامةٍ. والنَّدِيُّ: فَعِيل، أصلُه نَدِيْوٌ لأنَّ لامَه واوا، يقال: نَدَوْتُهم أَنْدَوْهم، أي: أَتَيْتُ ناديَهم، والنادي مثلُه. ومنه{ فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ } [العلق: 17]، أي: أهل نادية. والنَّدِيُّ والنادي: مجلسُ القومِ ومُتَحَدِّثُهم. وقيل: هو مشتقٌ من النَّدى وهو الكَرَمُ؛ لأن الكرماء يجتمعون فيه، وانْتَدَيْتُ المكانَ والمُنْتدى كذلك. وقال حاتم:
3251- ودُعِيْتُ في أَوْلَى النَّدِيَّ ولم
يُنْظَرْ إليَّ بأَعْيُنٍ خُزْرِ
والمصدرُ: النَّدْوُ. و " مَقاماً " و " نَدِيَّا " منصوبان على التمييز من أفْعل. وقرأ أبو حيوةَ والأعرجُ وابن محيصن " يُتْلَى " بالياء مِنْ تحتُ، والباقون/ بالتاءِ من فوقُ واللامُ في " للذين " يحتمل أَنْ تكونَ للتبليغِ، وهو الظاهر، وأن تكونَ للتعليلِ.