الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المصون/السمين الحلبي (ت 756 هـ) مصنف و مدقق


{ فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ ٱلرَّوْعُ وَجَآءَتْهُ ٱلْبُشْرَىٰ يُجَادِلُنَا فِي قَوْمِ لُوطٍ }

والرَّوْع: الفزع، قال الشاعر:
2687 ـ إذا أخَذَتْها هِزَّةُ الرَّوْعِ أَمْسَكَتْ   بمَنْكِبِ مِقْدامٍ على الهَوْلِ أرْوَعَا
يقال: راعَه يَرُوْعُه أي: أفزعه، قال عنترة:
2688 ـ ما راعني إلا حَمولةُ أهلِها   وسطَ الديار تَسِفُّ حَبَّ الخِمْخِمِ
وارتاع: افتعل منه. قال النابغة:
2689 ـ فارتاعَ من صَوْتِ كَلاَّبِ فباتَ له   طَوْعَ الشَّوامِتِ من خوفٍ ومن صَرَدٍ
وأمَّا الرُّوْعُ ـ بالضم ـ فهي النفسُ لأنها محلُّ الرَّوْع، ففرَّقوا بين الحالِّ والمَحَلِّ. وفي الحديث: " إنَّ رُوْحَ القدس نفث في رُوْعي ".

قوله: { وَجَآءَتْهُ ٱلْبُشْرَىٰ } عطف على " ذَهَب " وجوابُ " لَمَّا " على هذا محذوفٌ أي: فلما اكن كيت وكيت اجترأ على خطابهم، أو فَطِن لمجادلتهم، وقوله: " يُجادلنا " على هذا جملةٌ مستأنفة، وهي الدالَّةُ على ذلك الجوابِ المحذوفِ. وقيل: تقديرُ الجواب: أقبل يجادِلُنا، فيجادلُنا على هذا حالٌ من فاعل " أَقبل ". وقيل: جوابها قوله: " يجادِلُنا " وأوقع المضارعَ موقعَ الماضي. وقيل: الجوابُ قولُه { وَجَآءَتْهُ ٱلْبُشْرَىٰ } ، وهو الجوابُ والواوُ زائدةٌ. وقيل: " يجادلنا " حال من " إبراهيم " ، وكذلك قولُه: " وجاءَتْه البشرى " و " قد " مقدرةٌ. ويجوز أن يكونَ " يجادِلُنا " حالاً من ضمير المفعول في " جاءَتْه ". و " في قوم " أي: في شأنهم.