الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ ٱلرَّوْعُ وَجَآءَتْهُ ٱلْبُشْرَىٰ يُجَادِلُنَا فِي قَوْمِ لُوطٍ }

{ فلمَّا ذَهبَ } زال { عَنْ إبراهيم الرَّوْع } الخوف واطمأن بمعرفته أنهم ملائكة، وأنهم فى شأن قوم لوط { وجاءتْهُ البُشْرى } بالولد { يُجادِلنا } أى يجادل رسلنا، أو مجادلتهم مجادلته تعالى { فى قَوْم لُوطٍ } فى شأنهم، وما جداله إلا قولهإن فيها لوطا } وليس ردا لكلام الله وملائكته حاشاه، فكأنه قيل يكلمنا ويطلبنا، وقيل إنه قال للملائكة أيهلكون قوما فيهم خمسون من المؤمنين؟ قالوا لا، قال فأربعون؟ قالوا لا، قال فثلاثون؟ قالوا لا، ومازال حتى قال فخمسة؟ قالوا لا، وقال فواحد؟ قالوا لا، قال إن فيها لوطا قالوا نحن أعلم بمن فيها لننجيه وأهله إلا أمرأته. وقيل قال أتهلكون قرية فيها ثلاثمائة مؤمن؟ قالوا لا، قال فأربعون؟ قالوا لا، قال فأربعة عشر؟ قالوا لا، قال فواحد؟ قالوا لا، قال إن فيها لوطا؟ قالوا نحن أعلم بمن فيها، الآية ويأتى فى سورة العنكبوت خلاف ذلك إن شاء الله، وفى رواية أربعون، وثلاثون، وعشرون، وعشرة. وروى عن الكلبى أنه سأل ربه ألا يهلك لوطا وأهله، وأن يعفو عن قوم لوط بتأخير العذاب لعلمهم يؤمنون، قيل كان فيهم أربعة آلاف ألف، ويجادلنا جواب لما، وقع جوابها مضارعا قيل أجاز ابن عصفور ذلك، وقيل إن الجواب جاءته البشرى، وزيدت فيه الواو، قلت هذا ضعيف لا يعود عليه، وقيل الجواب محذوف، ويجادلنا حال معمول لمحذوف، أى أقبل أو شرع يجادلنا، ذكر ابن هشام بعض ذلك، وقيل الجواب محذوف، ويجادلنا مستأنف دال عليه أى اجترأ على خطابنا، أو فطن لمجادلتنا، أو قال كذا وكذا، وقيل الجواب يجادلنا جئ به مضارعا لحكاية الحال، وقيل إن لما ترد المضارع إلى معنى الماضى، فكأنه قيل جادلنا.