الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ يَحْلِفُونَ بِٱللَّهِ مَا قَالُواْ وَلَقَدْ قَالُواْ كَلِمَةَ ٱلْكُفْرِ وَكَفَرُواْ بَعْدَ إِسْلاَمِهِمْ وَهَمُّواْ بِمَا لَمْ يَنَالُواْ وَمَا نَقَمُوۤاْ إِلاَّ أَنْ أَغْنَاهُمُ ٱللَّهُ وَرَسُولُهُ مِن فَضْلِهِ فَإِن يَتُوبُواْ يَكُ خَيْراً لَّهُمْ وَإِن يَتَوَلَّوْا يُعَذِّبْهُمُ ٱللَّهُ عَذَاباً أَلِيماً فِي ٱلدُّنْيَا وَٱلآخِرَةِ وَمَا لَهُمْ فِي ٱلأَرْضِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ }

{ يَحْلِفُونَ } أَى المنافقون { بِاللهِ مَا قَالُوا } فيك ما بلغك عنهم من التكذيب لك والسب { وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الكُفْرِ } أن محمداً صلى الله عليه وسلم ليس رسولا من الله، أَو شكهم فى أَن ما يقول حق، وقول ابن أُبى: والله ما مثلنا، إِلخ.. إِلا كما قيل سمن كلبك يأكلك، وقول من قال: والله لئن كان صادقا كيف يملك الشام والروم { وَكَفَرُوا } أَظهروا الكفر الذى أَضمروا من قبل، وذلك أَنهم لم يخلصوا الإِيمان ثم ارتدوا، بل هم من أَول الأَمر على الكفر، أَظهروا التوحيد. { بَعْد إِسْلاَمِهِمْ } بعد إِظهارهم الإِسلام، روى أَنه صلى الله عليه وسلم خطب يوما بتبوك وقد مكث فيها شهرين ينزل عليه القرآن فذكر المنافقين وسماهم رجساً وعابهم. فقال الجُلاس ـ بضم الجيم وفتح اللام ـ إِن كان ما يقول محمد فى إِخواننا الذين خلفناهم بالمدينة حقا ـ يعنى ساداتهم الباقين بالمدينة مثل عبدالله ابن أبى ـ فنحن شر من الحمير، وروى أَنه سمعه عمير بن سعد فقال والله يا جُلاس إِنك لأَحب الناس إِلىَّ وأَحسنهم عندى أَثراً، ولقد قلت مقالة لئِن ذكرتها لتفضحنك، ولئِن سكت عنها لتهلكننى ولإِحداهما أَشد على الأُخرى، فمشى إِلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر له ذلك فحلف الجُلاس ما قال فنزلت الآية، فأَخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بأُذن عمير، فقال: " لقد وفيت أُذنك يا غلام، وصدقك ربك " ، وقيل: سمعه عامر بن قيس الأَنصارى فقال: يا رجل إِن محمداً هو الصادق، وأَنتم شر من الحمير. فلما انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم إِلى المدينة أَتاه عامر بن قيس فأَخبره بما قاله الجُلاس فقال الجُلاس: كذب يا رسول الله علي فأَمرهما رسول الله صلى الله عليه وسلم أَن يحلفا عند المنبر، فقام الجلاس عند المنبر بعد العصر فحلف بالله الذى لا إِله إِلا هو ما قلت ولقد كذب علىَّ عامر، فحلف عامر بالله الذى لا إِله إِلا هو لقد قال وما كذبت، ثم رفع يده إِلى السماءِ فقال: اللهم أنزل على نبيك تصديق الصادق وتكذيب الكاذب، فقال: رسول الله صلى الله عليه وسلم والمؤمنون: " آمين ". فنزل جبريل عليه السلام عليه صلى الله عليه وسلم قبل أَن يتفرقا بهذه الآية إِلى قوله { فإِن يتوبوا يك خيرا لهم } فقال الجُلاس: يا رسول الله إِن الله قد عرض على التوبة، صدق عامر بن قيس فيما قال، وأَنا قلته وأَنا أَستغفر الله وأَتوب إِليه، فقبل عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم وحسنت توبته، ولا ينافى توبته وقبولها ما روى عن ابن عباس أَن رسول الله صلى الله عليه وسلم جلس فى ظل شجرة، وقال:

السابقالتالي
2 3