الرئيسية - التفاسير


* تفسير محاسن التأويل / محمد جمال الدين القاسمي (ت 1332هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ يَٰإِبْرَٰهِيمُ أَعْرِضْ عَنْ هَـٰذَآ إِنَّهُ قَدْ جَآءَ أَمْرُ رَبِّكَ وَإِنَّهُمْ آتِيهِمْ عَذَابٌ غَيْرُ مَرْدُودٍ }

{ يَٰإِبْرَٰهِيمُ } أي: قيل له: يا إبراهيم! { أَعْرِضْ عَنْ هَـٰذَآ } أي: الجدال { إِنَّهُ قَدْ جَآءَ أَمْرُ رَبِّكَ } أي: حكمه بهلاكهم { وَإِنَّهُمْ آتِيهِمْ عَذَابٌ غَيْرُ مَرْدُودٍ } أي: بجدال، ولا بدعاء، ولا بغيرهما.

فوائد

قال بعض المفسرين: لهذه الآيات ثمرات: وهي أن حصول الولد المخصص بالفضل نعمة، وهلاك العاصي نعمة، لأن البشرى قد فُسِّرَتْ بولادة إسحاق، كما في آخر الآية، وهي:فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ } [هود: 71] إلخ وفُسِّرَتْ بهلاك قوم لوط.

ومنها: استحباب نزول المبشَّر على المبشَّر، لأن الملائكة أرسلهم الله بذلك.

ومنها: أنه يستحبّ للمبشر تلقى ذلك بالطاعة، شكراً لله تعالى على ما بُشر به.

وحكى الأصمّ أنهم جاؤوه في أرض يعمل فيها، فلما فرغ غرز مسحاته، وصلى ركعتين.

ومنها: أن السلام مشروع، وأنه ينبغي أن يكون الردّ أفضل، لقول إبراهيم: { سَلاَمٌ } بالرفع، كما تقدم سره - انتهى.

ومنها: مشروعية الضيافة، والمبادرة إليها، واستحباب مبادرة الضيف بالأكل منها.

ومنها: استحباب خدمة الضيف، ولو للمرأة، لقول مجاهد: وَامْرَأَتُهُ قَائِمَة - أي: في خدمة أضياف إبراهيم. قال في (الوجيز): وكن لا يحتجبن، كعادة العرب ونازلة البوادي، أو كانت عجوزاً، وخدمة الضيفان من مكارم الأخلاق.

ومنها: جواز مراجعة المرأة الأجانب في القول، وأن صوتها ليس بعورة. كذا في (الإكليل).

ومنها: أن امرأة الرجل من أهل بيته، فيكون أزواجه عليه الصلاة والسلام من أهل بيته. ويأتي ذلك أيضاً في آية:فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ } [هود: 81].