الرئيسية - التفاسير


* تفسير معالم التنزيل/ البغوي (ت 516 هـ) مصنف و مدقق


{ فَسَبِّحْ بِٱسْمِ رَبِّكَ ٱلْعَظِيمِ } * { فَلاَ أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ ٱلنُّجُومِ } * { وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ } * { إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ } * { فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ }

{ فَسَبِّحْ بِٱسْمِ رَبِّكَ ٱلْعَظِيمِ }. قوله عزّ وجلّ: { فَلاَ أُقْسِمُ بِمَوَٰقِعِ ٱلنُّجُومِ } ، قال أكثر المفسرين: معناه أقسم و " لا " صلة، وكان عيسى بن عمر يقرأ: فَلأُ قْسِم، على التحقيق. وقيل: قوله " فلا " رد لما قاله الكفار في القرآن إنه سحر وشعر وكهانة، معناه ليس الأمر كما يقولون ثم استأنف القسم، فقال { أُقْسِمُ بِمَوَٰقِعِ ٱلنُّجُومِ }. قرأ حمزة والكسائي " بموقع " على التوحيد. وقرأ الآخرون بمواقع على الجمع. قال ابن عباس: أراد نجوم القرآن فإنه كان ينزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم متفرقاً نجوماً. وقال جماعة من المفسرين: أراد مغارب النجوم ومساقطها. وقال عطاء بن أبي رباح: أراد منازلها. وقال الحسن: أراد انكدارها وانتثارها يوم القيامة. { وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ * إِنَّهُ } ، يعني هذا الكتاب وهو موضع القسم. { لَقُرْءَانٌ كَرِيمٌ } ، عزيز مكرم لأنه كلام الله. قال بعض أهل المعاني: الكريم الذي من شأنه أن يعطي الخير الكثير. { فِي كِتَـٰبٍ مَّكْنُونٍ } ، مصون عند الله في اللوح المحفوظ محفوظ من الشياطين.