الرئيسية - التفاسير


* تفسير الكشاف/ الزمخشري (ت 538 هـ) مصنف و مدقق


{ فَٱصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ ٱللَّهِ حَقٌّ فَـإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ ٱلَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ }

{ فَـإِمَّا نُرِيَنَّكَ } أصله فإن نرك. و ما مزيدة لتأكيد معنى الشرط، ولذلك ألحقت النون بالفعل ألا تراك لا تقول إن تكرمني أكرمك، ولكن إما تكرمني أكرمك. فإن قلت لا يخلو إما أن تعطف { أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ } على نرينك وتشركهما في جزاء واحد وهو قوله تعالى { فَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ } فقولك فإمّانرينك بعض الذي نعدهم فإلينا يرجعون غير صحيح، وإن جعلت { فَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ } مختصاً بالمعطوف الذي هو نتوفينك، بقي المعطوف عليه بغير جزاء. قلت { فَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ } متعلق بنتوفينك، وجزاء { نُرِيَنَّكَ } محذوف، تقديره فإما نرينك بعض الذي نعدهم من العذاب وهو القتل والأسر يوم بدر فذاك. أو أن نتوفينك قبل يوم بدر فإلينا يرجعون يوم القيامة فننتقم منهم أشدّ الانتقام ونحوه قوله تعالىفَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُم مُّنتَقِمُونَ أَوْ نُرِيَنَّكَ ٱلَّذِى وَعَدناهم فَإِنَّا عَلَيْهِمْ مُّقْتَدِرُونَ } الزخرف 41 -42.