قوله: { ألم تر إلى الذين قيل لهم كفوا أيديكم وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة } فإنها نزلت بمكة قبل الهجرة فلما هاجر رسول الله صلى الله عليه وآله إلى المدينة وكتب عليهم القتال نسخ هذا، فجزع أصحابه من هذا فأنزل الله { ألم تر إلى الذين قيل لهم كفوا أيديكم } لأنهم سألوا رسول الله صلى الله عليه وآله بمكة أن يأذن لهم في محاربتهم فأنزل الله { كفوا أيديكم وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة } فلما كتب عليهم القتال بالمدينة { قالوا ربنا لم كتبت علينا القتال لولا أخرتنا إلى أجل قريب } فقال الله قل لهم يا محمد { متاع الدنيا قليل والآخرة خير لمن اتقى ولا تظلمون فتيلاً } الفتيل القشر الذي في النواة ثم قال: { أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة } يعني الظلمات الثلاث التي ذكرها وهي المشيمة والرحم والبطن.