الرئيسية - التفاسير


* تفسير فتح القدير/ الشوكاني (ت 1250 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقاً يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِٱلْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ ٱلْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِندِ ٱللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى ٱللَّهِ ٱلْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ }

أي طائفة من اليهود { يلوون } ، أي يحرّفون، ويعدلون به عن القصد، وأصل الليّ الميل، يقول لوى برأسه إذا أماله، وقريء «يلووّن» بالتشديد، و «يلون» بقلب الواو همزة، ثم تخفيفها بالحذف، والضمير في قوله { لِتَحْسَبُوهُ } يعود إلى ما دلّ عليه { يَلْوُونَ } وهو المحرّف الذي جاءوا به. قوله { وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَـٰبِ } جملة حالية، وكذلك قوله { وَمَا هُوَ مِنْ عِندِ ٱللَّهِ } وكذلك قوله { وَهُمْ يَعْلَمُونَ } أي أنهم كاذبون مفترون. وقد أخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم، من طريق العوفي، عن ابن عباس في قوله { وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُم } قال هم اليهود. كانوا يزيدون في الكتاب ما لم ينزل الله. وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، عن مجاهد قال يحرّفونه.