الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَجَآءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ وَمِن قَبْلُ كَانُواْ يَعْمَلُونَ ٱلسَّيِّئَاتِ قَالَ يٰقَوْمِ هَـٰؤُلاۤءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ فَاتَّقُواْ اللًّهَ وَلاَ تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَّشِيدٌ }

{ وَجَاءَهُ قَوْمُهُ } وهو فى بيته مع الأَضياف لأَجل الفحش بالأَضياف { يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ } كأَنه أَهرعهم إِليه، أَى جمعهم إِليه جامع بإِسراع كأَنهم قهرهم على الإِسراع قاهر، وذلك كناية عن شدة إِسراعهم باختيارهم كما أَن ضاق بهم ذرعا كناية عن شدة الانقباض للعجز عن دفعهم عن أَضيافه، وقيل أَهرعهم كبيرهم وساقهم أَو الطمع أَو أَهرع بعض بعضا، ويقال أَيضا اللفظ للمفعول ولا يوجد له فعل مبنى للفاعل، والمعنى البناءُ للفاعل أَى مسرعين كأُولع وزكم وغنى به وزهى عمرو، وقيل فى يهرعون إِنه الارتعاد ضرورة من خوف أَو برد أَو علة، كما يقال أُرعد بالبناءِ للمفعول فى ذلك، وأَول بعضهم ذلك بأَولعه طبعه وأَرعده غضبه أَو خوفه أَو نحو ذلك، وجعله جهله أَو ماله زاهيا وأَهرعه حرصه هكذا { وَمِنْ قَبْلُ } قبل مجيئِهم لوطا أَو قبل إِرسال الله تعالى لوطا إِليهم. { كَانُوا يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ } أَى هم معتادون لأَعمال اللواط لا يستحون ولا يستخفون، ولذلك قصدوا ضيفك، والجمع باعتبار الأَدبار وإِلا فالمراد نوع واحد وهو إِتيان أَدبار الذكور، ولذا ذكر فى أَكثر المواضع بالفاحشة بالإِفراد، والسيئات إِتيان النساءِ فى الأَدبار والذكور والمكاءِ والصفير واللعب بالحمام والقمر والاستهزاءُ بالناس، روى لما أَتاه الملائِكة الذين كانوا عند إِبراهيم على جمال فائِق فى الأَرض التى يعمل فيها أَو فى احتطابه استضافوه فمشى بهم ساعة فقال لهم أَما بلغكم أَمر هذه القرية، قالوا وما أَمرها؟ قال أَشهد بالله أَنها لشر قرية فى الأَرض عملا، قال ذلك أَربع مرات، ومروا معه حتى دخلوا منزله وقد قال الله للملائِكة لا تهلكوهم حتى يشهد عليهم لوط أَربع شهادات، وقيل مروا معه من أَرضه أَو احتطابه على جماعة من قومه فتغامزوا، فقال لوط عليه السلام: إِن قومى شر خلق الله. فقال جبريل: هذه واحدة، ثم مروا على أُخرى كذلك إلى أَربع يقول ذلك فى كل، فقال جبريل للملائِكة: اشهدوا وقيل خرجت امرأَته من البيت بعد إِذ دخلوه، فأَخبرت قومها أَن فيه من لم يروا مثله جمالا ولم يعلموا. ويجمع بأَنها أَعلمت من لم يعلم بهم أَو لم تعلم أَنهم علموا { قَالَ } لوط من وراءِ الباب { يَا قَوْمِ هَؤُلاَءِ } الإِناث مشيرا إِلى بناته من صلبه ومن توالد من أَولاده إِن كان ذلك { بَنَاتِى } فتزوجوهن لست أَبحل عنكم بهن، وإِنما مرادى منع ما منع الله ولم يحرم يومئَذ تزويج مشرك بمؤْمنة كما زوج صلى الله عليه وسلم بنتيه بابنى أَبى لهب وهما مشركان: عتبة وعتيبة وبنته زينب من ابن أَبى العاص مشركا ثم حرم الله ذلك:ولا تنكحوا المشركين حتى يؤمنوا } [البقرة: 221] إِلا أَن عتبة لم يدخل برقية لنهى أَبيه له حين نزل:

السابقالتالي
2 3