الرئيسية - التفاسير


* تفسير زاد المسير في علم التفسير/ ابن الجوزي (ت 597 هـ) مصنف و مدقق


{ فَخَرَجَ عَلَىٰ قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ ٱلَّذِينَ يُرِيدُونَ ٱلْحَيَاةَ ٱلدُّنْيَا يٰلَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَآ أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ } * { وَقَالَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ ٱللَّهِ خَيْرٌ لِّمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً وَلاَ يُلَقَّاهَآ إِلاَّ ٱلصَّابِرُونَ }

قوله تعالى: { فخرج على قومه في زينته } قال الحسن: في ثيابٍ حمر وصفر؛ وقال عكرمة: في ثياب مُعَصْفَرة. وقال وهب بن منبِّه: خرج على بغلة شهباء عليها سرج أحمر من أُرْجُوان، ومعه أربعة آلاف مقاتل، وثلاثمائة وصيفة عليهن الحلي والزِّينة على بغال بيض. قال الزجاج: الأُرْجُوان في اللغة: صِبغ أحمر.

قوله تعالى: { لَذُو حَظٍّ } أي: لَذُو نصيب وافر من الدنيا.

[وقوله]: { وقال الذين أُوتوا العِلْم } قال ابن عباس: يعني الأحبار من بني إِسرائيل. وقال مقاتل: الذين أوتوا العلم بما وَعَدَ اللّهُ في الآخرة قالوا للذين تَمنَّوا ما أُوتيَ [قارون] { وَيْلكم ثوابُ الله } أي: ما عنده من الجزاء { خيرٌ لِمَنْ آمَنَ } مِمَّا أُعطيَ قارونُ. قوله تعالى: { ولا يُلَقَّاها } قال أبو عبيدة: لا يوفَّق لها ويُرْزَقُها. وقرأ أُبيُّ بن كعب، وابن أبي عبلة: { ولا يَلْقَاها } بفتح الياء وسكون اللام وتخفيف القاف. وفي المشار إِليها ثلاثة أقوال.

أحدها: أنها الأعمال الصالحة، قاله مقاتل.

والثاني: أنها الجنة، والمعنى: لا يُعطاها في الآخرة إِلاَّ الصابرون على أمر الله، قاله ابن السائب.

والثالث: أنها الكلمة التي قالوها، وهي قولهم: { ثوابُ الله خيرٌ } ، قاله الفراء.