الرئيسية - التفاسير


* تفسير الجامع لاحكام القرآن/ القرطبي (ت 671 هـ) مصنف و مدقق


{ جَزَآؤُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِى مِنْ تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَآ أَبَداً رِّضِىَ ٱللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ }

قوله تعالى: { جَزَآؤُهُمْ } أي ثوابهم. { عِندَ رَبِّهِمْ } أي خالقهم ومالكهم. { جَنَّاتُ } أي بساتين. { عَدْنٍ } أي إقامة. والمفسرون يقولون: «جَناتُ عَدْنٍ» بُطْنانُ الجَنَّةِ، أي وَسَطُها تقول: عَدَن بالمكان يَعْدِن عَدْنا وعُدُونا: أقام. ومعدِن الشيء: مَرْكزه ومستقرُّه. قال الأعشى:
وإنْ يُسْتضافوا إلى حُكْمِهِ   يُضَافُوا إلى رَاجِح قَدْ عَدَنْ
{ تَجْرِى مِنْ تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَآ أَبَداً } لا يَظْعَنون ولا يموتون. { رِّضِىَ ٱللَّهُ عَنْهُمْ } أي رضِي أعمالهم كذا قال ابن عباس. { وَرَضُواْ عَنْهُ } أي رَضُوا هم بثواب الله عز وجل. { ذَلِكَ } أي الجنة. { لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ } أي خاف ربّه، فتناهى عن المعاصي.