وبإسناده عن ابن عباس في قوله جل ذكره { إِذَا وَقَعَتِ ٱلْوَاقِعَةُ } يقول إذا قامت القيامة { لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا } لقيامها { كَاذِبَةٌ } راد ولا خلف ولا مثنوية { خَافِضَةٌ } تخفض قوماً بأعمالهم فتدخلهم النار { رَّافِعَةٌ } ترفع قوماً بأعمالهم فتدخلهم الجنة ويقال إنما سميت الواقعة لشدة صوتها يسمع القريب والبعيد { إِذَا رُجَّتِ ٱلأَرْضُ رَجّاً } إذا زلزلت الأرض زلزلة حتى يطمس كل بنيان وجبل عليها فيعود فيها { وَبُسَّتِ ٱلْجِبَالُ بَسّاً } سيرت الجبال عن وجه الأرض كسير السحاب ويقال قلعت قلعاً ويقال جثت جثاً ويقال فتت فتاً كما يبس السويق أو علف البعير { فَكَانَتْ } صارت { هَبَآءً } غباراً كالغبار الذي يسطع من حوافر الدواب أو كشعاع الشمس يدخل في كوة تكون في البيت أو خرق يكون في الباب { مُّنبَثّاً } يحور بعضه في بعض { وَكُنتُمْ } صرتم يوم القيامة { أَزْوَاجاً } أصنافاً { ثَلاَثَةً فَأَصْحَابُ ٱلْمَيْمَنَةِ } وهم أهل الجنة الذين يعطون كتابهم بيمينهم وهم الذين قال الله لهم هؤلاء في الجنة ولا أبالي { مَآ أَصْحَابُ ٱلْمَيْمَنَةِ } يعجب نبيه بذلك يقول وما يدريك يا محمد ما لأهل الجنة من النعيم والسرور والكرامة.