الرئيسية - التفاسير


* تفسير التفسير الكبير / للإمام الطبراني (ت 360 هـ) مصنف و مدقق


{ لِلْفُقَرَآءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُواْ مِن دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ ٱللَّهِ وَرِضْوَاناً وَيَنصُرُونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلصَّادِقُونَ }

قَوْلُهُ تَعَالَى: { لِلْفُقَرَآءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُواْ مِن دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ }؛ معناه: كَي لا يكون دُولَةً بين الأغنياءِ، ولكن يكون للفُقراء المهاجرين الذين أُخرِجُوا من ديارهم، يعني أنَّ كفارَ مكَّةَ أخرَجُوهم، { يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ ٱللَّهِ }؛ أي رزْقاً يأتيهم، { وَرِضْوَاناً وَيَنصُرُونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ }؛ رضَى ربهم حين خرَجُوا إلى دار الهجرة ينصرون الله ورسوله، { أُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلصَّادِقُونَ }؛ في إيمانِهم.

والمعنى بقوله { لِلْفُقَرَآءِ الْمُهَاجِرِينَ } بيانُ المحتاجِين المذكورين في الآيةِ التي قبلَ هذه الآيةِ، كأنَّهُ قال: لهؤلاءِ الفقراء المحتاجِين ما تقدَّمَ ذِكرهُ من الفَيءِ، وكانوا نحواً من مائةِ رجُلٍ، وكانوا شَهِدُوا بَدراً أجمعين، ولذلك أثْنَى اللهُ عليهم بقوله { يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ ٱللَّهِ وَرِضْوَاناً } أي يطلُبون بتلك الهجرةِ ثوابَ الله ورضوانَهُ، وينصُرون بالسِّيف والجهادِ أولياءَ اللهِ وأولياءَ رسُولهِ، { أُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلصَّادِقُونَ } في الإيمان وطلب الثَّواب.