قوله عز وجل: { إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا } على أمتك { وَمُبَشِّرًا } بالجنة { وَنَذِيرًا } من النار { لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ } يقوله للناس { وَتُعَزِّرُوهُ } أي: وتنصروه { وَتُوَقِّرُوهُ } أي: وتعظموه، يعني محمداً عليه السلام في تفسير الكبي. وتفسير الحسن: (وَتُعَظِّمُوهُ) يعني الله { وَتُسَبِّحُوهُ } أي: تسبحوا الله، أي: تصلوا لله { بُكْرَةً وَأَصِيلاً } بكرة، صلاة الصبح، وأصيلاً صلاة الظهر والعصر. وهي تقرأ على وجه آخر: { لِيُؤمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ... } إلى آخر الآية، يقوله للنبي عليه السلام: ليؤمنوا وليفعلوا وليفعلوا. قوله: { إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ } أي: من بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنما بايع الله؛ وهذا يوم الحديبية، وهي بيعة الرضوان، بايعوه على ألا يفروا. ذكروا عن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله قال: بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على أَلاَّ نفر ولم نبايعه على الموت. قال بعضهم: أخبر أناس يوم بيعة رسول الله تحت الشجرة أن رسول الله بعث عثمان بن عفان إلى قريش بمكة يدعوهم إلى الإسلام. فلما راث عليه. أي: أبطأ عليه، ظنّ رسول الله أن عثمان قد غُدِر به فقُتِل. فقال لأصحابه: " إني لا أظن عثمان إلا قد غدر به. فإن فعلوا فقد نقضوا العهد، فبايعوني على الصبر وأَلاَّ تَفروا ". قوله: { فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ } أي: فمن نكث حتى يرجع كافراً أو منافقاً فإنما ينكث على نفسه { وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ } أي: ومن استكمل فرائض الله وعمل بها ووفى بما عاهد عليه الله { فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا } أي: فسنؤتيه الجنة نثيبه بها.