الرئيسية - التفاسير


* تفسير خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1419 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ }

ذِكْر المقابل سِمَة من سمات الأسلوب القرآني، فبعد أنْ ذكر المشركين ذكر بعدهم الذين آمنوا وعملوا الصالحات، فلم يترك المسألة هكذا عائمة، بل وضع أمامك الصورتين لتقارن أنت وتحكم كما في:إِنَّ ٱلأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ * وَإِنَّ ٱلْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ } [الانفطار: 13-14]. وقالفَلْيَضْحَكُواْ قَلِيلاً وَلْيَبْكُواْ كَثِيراً.. } [التوبة: 82]. ذلك لتتم المقارنة في وقتها. معنى { مَمْنُونٍ } [فصلت: 8] أي: غير منقطع، أو ممنون يعني: لا يمتن به عليهم، كما فيوَإِنَّ لَكَ لأَجْراً غَيْرَ مَمْنُونٍ } [القلم: 3] وفيها ملحظ آخر أن الذي يعمل عملاً صالحاً، ثم تُعجزه أموره عن عمله يقول الله له: العجز فيك مني، ولذلك سأعطيك أجر ما كنت تعمله أولاً، ويظل لك أجره إلى يوم القيامة، هذا معنى { غَيْرُ مَمْنُونٍ } [فصلت: 8].