الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ مَّا لَهُ مِن دَافِعٍ }

عمن كذبك والجملة خبر ثان أو معترضة فى آخر الكلام، ولا يصح أن تكون نعتا لواقع الا على ضعف، لأنه بمنزلة الفعل، وفى الآية وعيد شديد، ولم يذكر أهله للعلم به، وهم المكذبون له صلى الله عليه وسلم، ويروى أن عمر رضى الله عنه قرأ من أول السورة الى هنا، وأصابه وجع شديد من شدة خشوعه، حتى عاده الناس به عشرين يوما وبكاؤه بكاء حق، بدليل أنه لم يسترح به، لأن الضعيف الخشوع يستريح ببكائه.

وجاء جبير بن مطعم الى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليفدى أسرى بدر فوافقه يصلى المغرب بسورة الطور، ولما سمع قوله عز وجل: { إنَّ عذاب ربك لواقع * ماله من دافع } كاد قلبه ينخلع، فأسلم فى حينه خوفا من أن ينزل عليه العذاب قبل قيامه، وذلك قبل أن يسمع قوله تعالى:يوم تمور السماء } [الطور: 9] من فيه صلى الله عليه وسلم، أو سمعه ولم يفهمه لشدة ذهوله، أو سمعه ولم يعلم أنه يوم القيامة، أو تأول أنه مفعول به لا ذكر، كما قال به مكى، وهو رجل أندلسى جاور بمكة فنسب اليها، أو فهم كما أنه يقع يوم القيامة يقع قبله.