الرئيسية - التفاسير


* تفسير جامع البيان في تفسير القرآن/ الطبري (ت 310 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ ٱلرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ ٱلنِّسَآءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ }

يخبر بذلك تعالـى ذكره عن لوط أنه قال لقومه، توبـيخاً منه لهم علـى فعلهم: { إنَّكُمْ } أيها القوم { لَتأْتون الرِّجَالَ } فِـي أدبـارهم، { شَهْوَةً } منكم لذلك، { مِنْ دُونِ } الذي أبـاحه الله لكم وأحله من { النِّساءِ بَلْ أنْتُـمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ } يقول: إنكم لقوم تأتون ما حرم الله علـيكم وتعصونه بفعلكم هذا، وذلك هو الإسراف فـي هذا الـموضع. والشهوة: الفَعلة، وهي مصدر من قول القائل: شهيت هذا الشيء أشهاه شهوة ومن ذلك قول الشاعر:
وأشْعَثَ يَشْهَى النَّوْمَ قُلْتُ لَهُ ارْتَـحِل   إذَا ما النُّـجُومُ أعْرَضَتْ واسْبَطَرَّتِ
فَقامَ يَجُرُّ البُرْدَ لَوْ أنَّ نَفْسَهُ   يُقالُ لَهُ خُذْها بِكَفَّـيْكَ خَرَّتِ