{ بَلْ قَالُواْ مِثْلَ مَا قَالَ ٱلأَوَّلُونَ } ، أي: كذبوا كما كذب الأولون. { قَالُوۤاْ أَءِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً وَعِظَـٰماً أَءِنَّا لَمَبْعُوثُونَ } ، لمحشورون، قالوا ذلك على طريق الإِنكار والتعجب. { لَقَدْ وُعِدْنَا نَحْنُ وَءَابَآؤُنَا هَـٰذَا } ، الوعد، { مِن قَبْلُ } ، أي: وعد آباءَنا قومٌ ذكروا أنهم رسلُ الله فلم نَرَ له حقيقةً، { إِنْ هَـٰذَآ إِلاَّ أَسَـٰطِيرُ ٱلأَوَّلِينَ } ، أكاذيب الأولين. { قُل } ، يا محمد مجيباً لهم، يعني أهل مكة، { لِّمَنِ ٱلأَرْضُ وَمَن فِيهَآ } ، من الخلق، { إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ } ، خالقها ومالكها. { سَيَقُولُونَ لِلَّهِ } ، ولا بدّ لهم من ذلك لأنهم يقرون أنها مخلوقة. { قُلْ } لهم إذا أقروا بذلك: { أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ } ، فتعلمون أن من قدر على خلق الأرض ومن فيها ابتداءً يقدر على إحيائهم بعد الموت. { قُلْ مَن رَّبُّ ٱلسَّمَـٰوَٰتِ ٱلسَّبْعِ وَرَبُّ ٱلْعَرْشِ ٱلْعَظِيمِ }. { سَيَقُولُونَ لِلَّهِ } ، قرأ العامة " لله " ومثله ما بعده، فجعلوا الجواب على المعنى، كقول القائل للرجل: من مولاك؟ فيقول: لفلان، أي أنا لفلان وهو مولاي، وقرأ أهل البصرة فيهما " الله " وكذلك هو في مصحف أهل البصرة، وفي سائر المصاحف، مكتوب بالألف كالأول، { قُلْ أَفَلاَ تَتَّقُونَ } ، تحذرون. { قُلْ مَن بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَىْءٍ } ، الملكوت الملك، والتاء فيه للمبالغة، { وَهُوَ يُجْيِرُ } ، أي: يُؤَمِّنُ مَنْ يشاء { وَلاَ يُجَارُ عَلَيْهِ } ، أي: لا يُؤَمِّنْ مَنْ أخافَه الله، أو يَمنعُ هو من السوء من يشاء، ولا يُمنعُ منه من أراده بسوء، { إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ } ، قيل: معناه أجيبوا إن كنتم تعلمون.