الرئيسية - التفاسير


* تفسير حقائق التفسير/ السلمي (ت 412 هـ) مصنف و مدقق


{ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنكُمْ وَلَـٰكِن لاَّ تُبْصِرُونَ }

قوله تعالى: { وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنكُمْ } [الآية: 85].

قال ابن عطاء: إنما ذكر هذا ليعرفوا أقربه منهم لأن بينه وبينهم مسافة ولكن خطاب التحذير والترهيب.

قال بعضهم: يتقرب المتقربون إليه بأنواع الطاعات لعلمهم بعلم الله بهم وقدرته عليهم، ومن تحقق بذلك كان كعامر بن عبد قيس حين قال: ما نظرت إلى شىء إلا ورأيت الله أقرب إلىّ منه. كما قال بعضهم:
وتحققتـك فى سرى فناجاك لسـانى   فاجتمعنا لمعـانٍ وافترقنـا لمعـانى
إن يكن غيبك التعظيم عن لحظ عيانى   فلقد سيرك الوجد من الأحشاء دانى
قال الجنيد: قرب الحق إلى قلوب العبيد على حسب ما يرى من قرب قلوب عبيده منه فانظر ماذا يقرب من قلبك.

وقال بعضهم: إن لله عباداً قرَّبهم منه بما هو قريب منهم فكانوا قريبين منه بما هو قريب إليهم.

وقال أبو الحسين الثورى: قرب القرب فى معنى ما يشيرون إليه بعد البعد.

وقال أبو يعقوب السوسى: ما دام العبد فى القرب لم يكن قرباً حتى يغيب عن القرب بالقرب فإذا ذهب عن رؤية القرب بالقرب فذاك قرب.