{ وَهُوَ ٱللَّهُ } المستحق للعبادة. { لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ } لا أحد يستحقها إلا هو. { لَهُ ٱلْحَمْدُ فِى ٱلأُولَىٰ وَٱلآخِرَةِ } لأنه المولى للنعم كلها عاجلها وآجلها يحمده المؤمنون في الآخرة كما حمدوه في الدنيا بقولهم{ ٱلْحَمْدُ للَّهِ ٱلَّذِى أَذْهَبَ عَنَّا ٱلْحَزَنَ } [فاطر: 34]{ ٱلْحَـمْدُ للَّهِ ٱلَّذِى صَدَقَنَا وَعْدَهُ } [الزمر: 74] ابتهاجاً بفضله والتذاذاً بحمده. { وَلَهُ ٱلْحُكْمُ } القضاء النافذ في كل شيء. { وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ } بالنشور. { قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن جَعَلَ ٱللَّهُ عَلَيْكُمُ ٱلَّيْلَ سَرْمَداً } دائماً من السرد وهو المتابعة والميم مزيدة كميم دلامص. { إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْقِيَـٰمَةِ } بإِسكان الشمس تحت الأرض أو تحريكها حول الأفق الغائر. { مَنْ إِلَـٰهٌ غَيْرُ ٱللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِيَاءٍ } كان حقه هل إله فذكر بـ { مِنْ } على زعمهم أن غيره آلهة. وعن ابن كثير «بضئاء» بهمزتين. { أَفَلاَ تَسْمَعُونَ } سماع تدبر واستبصار. { قُلْ أَرَءيْتُمْ إِن جَعَلَ ٱللَّهُ عَلَيْكُمُ ٱلنَّهَارَ سَرْمَداً إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْقِيَـٰمَةِ } باسكانها في وسط السماء أو تحريكها على مدار فوق الأفق. { مَنْ إِلَـٰهٌ غَيْرُ ٱللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ } استراحة عن متاعب الأشغال، ولعله لم يصف الضياء بما يقابله لأن الضوء نعمة في ذاته مقصود بنفسه ولا كذلك الليل، ولأن منافع الضوء أكثر مما يقابله ولذلك قرن { أَفَلاَ تَسْمَعُونَ } و { بِٱلَّيْلِ }. { أَفلاَ تُبْصِرُونَ } لأن استفادة العقل من السمع اكثر من استفادته من البصر. { وَمِن رَّحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ ٱلَّيْلَ وَٱلنَّهَارَ لِتَسْكُنُواْ فِيهِ } في الليل { وَلِتَبْتَغُواْ مِن فَضْلِهِ } في النهار بأنواع المكاسب. { وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } ولكي تعرفوا نعمة الله في ذلك فتشكروه عليها. { وَيَوْمَ يُنَـٰدِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِىَ ٱلَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ } تقريع بعد تقريع للإشعار بأنه لا شيء أجلب لغضب الله من الإِشراك به، أو الأول لتقرير فساد رأيهم والثاني لبيان أنه لم يكن عن سند وإنما كان محض تشه وهوى. { وَنَزَعْنَا } وأخرجنا. { مِن كُلّ أُمَّةٍ شَهِيدًا } وهو نبيهم يشهد عليهم بما كانوا عليه. { فَقُلْنَا } للأمم. { هَاتُواْ بُرْهَـٰنَكُمْ } على صحة ما كنتم تدينون به. { فَعَلِمُواْ } حينئذ. { أَنَّ ٱلْحَقَّ لِلَّهِ } في الألوهية لا يشاركه فيها أحد. { وَضَلَّ عَنْهُم } وغاب عنهم غيبة الضائع. { مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ } من الباطل. { إِنَّ قَـٰرُونَ كَانَ مِن قَوْمِ مُوسَىٰ } كان ابن عمه يصهر بن قاهث بن لاوي وكان ممن آمن به. { فَبَغَىٰ عَلَيْهِمْ } فطلب الفضل عليهم وأن يكونوا تحت أمره، أو تكبر عليهم أو ظلمهم. قيل وذلك حين ملكه فرعون على بني إسرائيل، أو حسدهم لما روي أنه قال لموسى عليه السلام: لك الرسالة ولهارون الحبورة وأنا في غير شيء إلى متى أصبر قال موسى هذا صنع الله.