{ إِنِّيۤ أَرَاكُمْ بِخَيْرٍ } يعني رخص الأسعار وكثرة الأرزاق { عَذَابَ يَوْمٍ مُّحِيطٍ } يوم القيامة أو يوم عذابهم في الدنيا { بَقِيَّتُ ٱللَّهِ خَيْرٌ لَّكُمْ } أي ما أبقاه الله لكم من رزقه ونعمته، { أَصَلَٰوتُكَ تَأْمُرُكَ } الصلاة هي المعروفة ونسب الأمر إليها مجاز كقوله:{ إِنَّ ٱلصَّلاَةَ تَنْهَىٰ عَنِ ٱلْفَحْشَآءِ وَٱلْمُنْكَرِ } [العنكبوت: 45] والمعنى أصلاتك تأمرك أن نترك عبادة الأوثان، وإنما قال الكفار هذا على وجه الاستهزاء { أَوْ أَن نَّفْعَلَ فِيۤ أَمْوَٰلِنَا مَا نَشَاءُ } يعنون ما كانوا عليه من بخس المكيال والميزان، وأن نفعل عطف على أن نترك { إِنَّكَ لأَنتَ ٱلْحَلِيمُ ٱلرَّشِيدُ } قيل: إنهم قالوا ذلك على وجه التهكم والاستهزاء، وقيل: معناه الحليم الرشيد عن نفسك { وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقاً حَسَناً } أي سالماً من الفساد الذي أدخلتم في أموالكم، وجواب أرأيتم محذوف يدل عليه المعنى وتقديره: أرأيتم إن كنت على بينة من ربي أيصلح لي ترك تبليغ رسالته { وَمَآ أُرِيدُ أَنْ أُخَٰلِفَكُمْ إِلَىٰ مَآ أَنْهَاكُمْ عَنْهُ } يقال: خالفني فلان إلى كذا إذا قصده وأنت مول عنه، وخالفني عنه إذا ولى عنه وأنت قاصده.