الرئيسية - التفاسير


* تفسير محاسن التأويل / محمد جمال الدين القاسمي (ت 1332هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَأَنَّهُمْ ظَنُّواْ كَمَا ظَنَنتُمْ أَن لَّن يَبْعَثَ ٱللَّهُ أَحَداً } * { وَأَنَّا لَمَسْنَا ٱلسَّمَآءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَساً شَدِيداً وَشُهُباً } * { وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَن يَسْتَمِعِ ٱلآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَاباً رَّصَداً }

{ وَأَنَّهُمْ } أي: وأوحى إلي أن الجن { ظَنُّواْ كَمَا ظَنَنتُمْ } أي: في جاهليتكم { أَن لَّن يَبْعَثَ ٱللَّهُ أَحَداً } أي: رسولاً إلى خلقه يدعوهم إلى توحيده وما فيه سعادتهم.

أو لن ينشر الله أحداً من قبره للحساب والجزاء.

وقيل: الضمير في: { وَأَنَّهُمْ } للإنس، ذهاباً إلى أن قوله { وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ } { وَأَنَّهُمْ ظَنُّواْ } من كلام الجن، والخطاب لهم.

{ وَأَنَّا لَمَسْنَا ٱلسَّمَآءَ } أي: تطلبنا بلوغ السماء واستماع كلام أهلها { فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَساً شَدِيداً وَشُهُباً } أي: حفظة ورواجم. { وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَن يَسْتَمِعِ ٱلآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَاباً رَّصَداً } أي: كنا نقعد من السماء مقاعد لنستمع ما يحدث، وما يكون فيها، فمن يستمع الآن فيها يجد له شهاب نار قد رصد له.

قال الزمخشري: وفي قوله: { مُلِئَتْ } دليل على أن الحادث هو الملء والكثرة. وكذلك قوله: { نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ } أي: كنا نجد فيها بعض المقاعد خالية من الحرس والشهب والآن ملئت المقاعد كلها. وهذا ذكر ما حملهم على الضرب في البلاد حتى عثروا على رسول الله صلى الله عليه وسلم واستمعوا قراءته.