الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ قُلْ مَا كُنتُ بِدْعاً مِّنَ ٱلرُّسُلِ وَمَآ أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلاَ بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَىٰ إِلَيَّ وَمَآ أَنَاْ إِلاَّ نَذِيرٌ مُّبِينٌ }

قوله تعالى { قُلْ مَا كُنتُ بِدْعاً مِّنَ ٱلرُّسُلِ وَمَآ أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلاَ بِكُمْ } بين الله سبحانه ان حال حبيبه عليه الصلاة والسلام حالة معروفة فى الملكوت والعالمين وهى ما جرت على جميع الانبياء والمرسلين من كشوف اسراره وبروز انواره وظهور نفسه لهم واخباره عن نفسه وملكه وملكوته اياهم ليدعو العباد الى ساحة قربه وخدمته اى ما كنت باول من الانبياء والرسل ولست عجيبا بحالتى ونبوتى فان النبوة سنة الله التى جرت على اخوانى من الانبياء والرسل وهى معروفة بانه دعا الخلق بلسان الانبياء الى طاعته ومعرفته ومشاهدته وما اعلم ما حكم فى الازل علىّ ولا عليكم فانه مشاهد القلوب وعلام الغيوب واوجد من العدم بنور القدم ولا ادرى اين استغرق فى بحار وصال جماله الابدى فهناك لججات تغيب فى ذرة منها جميع الارواح العاشقة والاسرار الوالهة والقلوب الحائرة وما ادرى كيف يفعل بكم فيما جرى من السعادة والشقاوة فى الازل فان علم العواقب عنده لا يطلع عليه ملك مقرب ولا نبى مرسل لانه من علم ما استاثره لنفسه خاصة وليس لاخدمته نصيب الا لمن اظهر له شيئاً منه كقوله تعالى عالم الغيب فلا يظهر على غيبه احداً الا من ارتضى من رسول قال سهل: ما كنت عجيباً في المرسلين فإني لم أدعكم إلا إلى التوحيد ولم أدلكم إلا على مكارم الأخلاق وبهذا بعث الأنبياء صلى الله عليهم وسلم قبل. قال الواسطى فى قوله ما أدري ما يفعل بي ولا بكم ان الله تعالى ستر امر الروح على جميع خلقه وستر ماهية ذاته وستر ما يعامل به الخلق عند معاينته فقال وما ادرى ما يفعل بي ولا بكم.