الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَإِن طَآئِفَتَانِ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ ٱقْتَتَلُواْ فَأَصْلِحُواْ بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَىٰ ٱلأُخْرَىٰ فَقَاتِلُواْ ٱلَّتِي تَبْغِي حَتَّىٰ تَفِيۤءَ إِلَىٰ أَمْرِ ٱللَّهِ فَإِن فَآءَتْ فَأَصْلِحُواْ بَيْنَهُمَا بِٱلْعَدْلِ وَأَقْسِطُوۤاْ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلْمُقْسِطِينَ }

قوله تعالى { وَإِن طَآئِفَتَانِ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ ٱقْتَتَلُواْ فَأَصْلِحُواْ بَيْنَهُمَا } اشارة الحقيقة فى الأية ان وقائع الغيب عند كشوفها فى صدور الاولياء على خلاف مذاق الروح والقلب والعقل والسر لوجود اتيانها من الغيب بالبديهة فبعضها للروح وبعضها للسر وبعضها للعقل وبعضها للقلب فما وقع فى السر فهو اعظم مما وقع على الروح وما وقع على الروح أعظم مما وقع على القلب وما وقع على القلب اعظم مما وقع على العقل لان واقعة السر كشف الاولية والأخرية من الازل والابد ونوادره الشطح والعلم المجهول وما وقع على الروح من كشف الجمال والجلال وعجايبه الشوق والمحبة والسكر والانبساط وما وقع على القلب من كشف العظمة ولطائفه الهيبة والاجلال وعلوم الصفات وحكم الربوبية وما وقع على العقل من كشف نور الافعال ونتائجها الاذكار والافكار والمعاملة والعبودية وهذه الأحكام عند اربابها مختلفة باختلاف كواشفها ولبعضها على بعض معارضة من جهة غرائبها فاصلاح بينهم لا يكون الا بالكتاب والسنة وموازينهما لان يعلمها بفرق بيان موارد الاسرار وعجايب الانوار قال الله تعالى تبيانا لكل شئ وهدى ورحمة وقال ولا رطب ولا يابس الا فى كتاب مبين أي اصلحوا شانكم فى سر المقامات والاحوال بكلام الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم لتستقيموا فى شرايع المعارف قال سهل فى هذه الأية هو الروح والقلب والعقل والطبع والهوى والشهوة فان بغى الطبع والهوى والشهوة على العقل والروح والقلب فليقاتله العبد بسيوف المراقبة وسهام المطالعة وانوار الموافقة ليكون الروح والعقل غالبا والهوى الشهوة مغلوبا.