الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح البيان في تفسير القرآن/ اسماعيل حقي (ت 1127 هـ) مصنف و مدقق


{ فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَىٰ }

{ فكان } اى مقدار امتداد مابينهما وهو المسافة { قاب قوسين } من قسى العرب اى مقدارهما فى القرب وذكر القوس لان القرءآن نزل بلغة العرب والعرب تجعل مساحة الاشياء بالقوس وفى معالم التنزيل معنى قوله كان بين جبرآئيل ومحمد عليهما السلام مقدار قوسين انه كان بينهما مقدار مابين الوتر والقوس كأنه غلب القوس على الوتر وهذا اشارة الى تأكيد القرب واصله ان الحليفين من العرب كانا اذا أرادا عقد الصفاء والعهد خرجا بقوسيهما فألصقا بينهما يريدان بذلك انهما متظاهران يحامى كل واحد منهما عن صاحبه وقيل قدر ذراعين ويسمى الذراع قوسا لانه يقاس به المذروع اى يقدر فلم يكن قريبا قرب التصاق ولا بعيدا بحيث لايتأتى معه الا فادة والاستفادة وهو الحد المعهود فى مجالسة الاحباء المتأدبين { او ادنى } اى على تقديركم ايها المخاطبون كما فى قولهاو يزيدون } فان التشكيك لايصح على الله فأو للشك من جهة العباد كما ان كلمة لعل كذلك فى مواضع من القرءآن اى لو رآهما رائ منكم لقال هو قدر قوسين فى القرب او أدنى اى لا لتبس عليه مقدار القرب والمراد اى من قولهثم دنا } الى قوله { أو أدنى } تمثل ملكه الاتصال وتحقيق استماعه لما اوحى اليه بنفى البعد الملبس وحمله بعضهم على حقيقته حيث قال فكلما دنا جبريل من النبى عليهما السلام انتقص فلما قرب منه مقدار قوسين رآه على صورته التى كان يراه عليها فى سائر الاوقات حتى لايشك انه جبريل وهنا كلام آخر يجيىء بعد تمام الآيات