الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاَةِ مِن يَوْمِ ٱلْجُمُعَةِ فَٱسْعَوْاْ إِلَىٰ ذِكْرِ ٱللَّهِ وَذَرُواْ ٱلْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ }

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِىَ لِلصَّلٰوةِ } أي لاجلها أو اليها وقيل لام التوقيت أي لوقتها { مِن يَوْمِ } بيان لأداء أو بمعنى في { الجُمُعَةِ } سمي لاجتماع الناس فيه للصلاة وكانت العرب تسميه العروبة وقيل سماه كعب بن لؤي لاجتماع الناس فيه اليه وقيل اسماه اهل المدينة قبل الهجرة اختاروه ليذكروا الله فيه ويصلوا لما رأوا اليهود يجتمعون في السبت والنصارى في الاحد وقيل سمي لأن الله جمع فيه بين خلق آدم وقيل لانقضاء خلق المخلوقات فيه فاجتمعت في الوجود وقيل معناه يوم الفرح المجموع وقرىء باسكان الميم وفتحها والمراد النداء عند قعود الامام على المنبر للخطبة. وكان يؤذن بلال عند قعوده صلى الله عليه وسلم على المنبر ولما كثر الناس في زمان عثمان زاد نداء آخر في الزوراء وهي موضع قرب المسجد عند سوق المدينة قيل كان مرتفعا كالمنارة وقيل لما تباعدت المنازل وكثر النأي زاد مؤذن آخر وأما الأذان الاول فجعله على داره المسماة بالزوراء فإذا جلس على المنبر اذن الثاني وإذا نزل اقام الصلاة ولم يعيبوا ذلك عليه. وقيل لما اراد كعب المذكور يوما للذكر والصلاة وجعلوه يوما العروبة اجتمعوا الى سعد بن زرارة فصلى بهم ركعتين وذكرهم فسموه يوم الجمعة وفي أول جمعة في الاسلام وكان كعب بن مالك اذا سمع النداء يوم الجمعة ترحم لسعد بن زرارة فقال له ابنه عبدالرحمن يوما لم تترحم له إذا سمعت نداء الجمعة فقال لانه أول من جمع بنا في هذا البيت في موضع يسمى نقيع الخصمان فقال له كم كنتم يومئذ قال اربعون وأول جمعة جمعها صلى الله عليه وسلم انه لما نزل قباء مهاجرا على بني عمرو بن عوف واقام بها يومٍ الاثنين والثلاثاء والاربعاء والخميس واسس مسجدهم خرج يوم الجمعة عامداً المدينة فادركته صلاة الجمعة في بني سالم بن عوف في بطن واد لهم فخطب وصلى الجمعة ونزوله قباء يوم الاثنين لاثنتى عشرة خلت من ربيع الاول حين امتد الضحى. { فَاسْعَوا إِلَى ذِكْرِ اللهِ } امضوا اليه مسرعين فإن السعي دون العدو وفوق المشي والذكر الخطبة عند سعيد بن المسيب وفي الحديث " إذا كان يوم الجمعة كان على باب من ابواب المسجد ملائكة يكتبون للاول فالاول فإذا جلس الامام طووا الصحف وجاءوا يستمعون الذكر " وقيل الذكر الخطبة والصلاة وقيل الصلاة وهو المشهور. قال ابو حنيفة ان اقتصر الخطيب على مقدار يسمى ذكر الله كقوله الحمد لله أو سبحان الله أو الله اكبر جاز لتسمية الله الخطبة ذكراً وصعد عثمان المنبر فقال " الحمد لله " وابسح عليه فقال إن أبا بكر وعمر كانا يعدان لهذا المقام مقالا وانكم إلى إمام فعال أحوج منه إلى إمام قوال وستأتيكم الخطب ثم نزل وذلك بحضرة الصحابة ولم ينكر عليه أحد والمشهور أن أقل ما يجزي في خطبة الجمعة وغيرها الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه.

السابقالتالي
2 3 4 5