الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَنَزَّلْنَا مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءً مُّبَٰرَكاً فَأَنبَتْنَا بِهِ جَنَّٰتٍ وَحَبَّ ٱلْحَصِيدِ }

{ ونَزَّلْنَا من السَّماء ماءً مباركاً } مكثرا منافعه { فأنْبتْنا به } بذلك الماء { جناتٍ } أشجارا كثيرة ذوات ثمار، وكثر فى القرآن استعمال جمع المؤنث السالم فى الكثرة، ووقع فى القلة بمعنى القلة كقوله تعالى:تسع آيات بينات } [الإسراء: 101] وقوله تعالى:مسلمات مؤمنات قانتات } [التحريم: 5] الخ، ودليل ارادة الكثرة فى الآية أن المقام للامتنان، ولو قصد بتوسطه الاستدلال { وحَبَّ الحَصيد } حب الزرع المحصود، أى من شأنه أن يحصد أو يئول الى الحصد على مجاز الأول، أو الوصف للاستقبال، وكل ذلك بمعنى واحد صحيح، ولا حاجة الى جعله من اضافة المنعوت الى النعت، كمسجد الجامع، كأنه قيل: الحب الحصيد، والمسجد الجامع.

ويتخلص من هذه العبارة بأن يقال: الاضافة للبيان، أى حب هو الحصيد، ومسجد هو الجامع، على أن يكون الحصيد بمعنى سيحصد، أو من شأنه الحصد، وانما احتجنا الى ذلك لأن المراد فى الآية ذكر الحب، وهو فى شجره كشجر البر والشعير، وذكر الحب لأنه المقصود بالذات.