الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِذَا ٱلْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ } * { بِأَىِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ }

{ وَإِذَا الْمَوْؤُدَةُ } البنت المثقلة بالتراب بدفنها حية حتى تموت يقال وأده بتقديم الواو على الهمزة أثقله وأوده بتقديم الهمزة على الواو بمعنى أعوجه أو ثقله والمثقل بالحمل يعوج لثقل ما حمل عليه سبحانه وتعالى عن صفات الخلق وكان الجاهلية يدفنون بناتهم خوف الفقر أو لوجوده كما قال الله عز وجلخشية إِملاق } [الإسراء: 31] وقالمن إِملاق } [الأنعام: 151]، والمراد فقرهم وهو الأَظهر أو فقرهن أيضا بعدهم فيلممن بعيب كما روى أنهم يدفنونهن لخوف صدور عيب منهن كزنى وسرقة وقيادة ولقبح خلقتهن وكانوا يقولون الملائكة بنات الله سبحانه فمن كره بنتا قتلها إِلحاقا به وكانت المرأة تلد على حفرة فإِن ولدت بنتاً دفنتها فيها بأَمر ابيها أو برضاه وإِن لم يفعل بها ذلك تركت حتى إِذا كانت سداسية حفر لها فى صحراء وقال لأُمها زينيها نزر بها أحماءها ويقول لها انظرى فى الحفيرة فيدفعها فيها من خلفها ويدفنها ويسوى الأَرض وإِن أراد حياتها ألبسها جبة صوف أو شعر واسترعاها الإِبل والغنم.

{ سُئِلَتْ. بأَي ذَنبٍ قُتِلَتْ } استفهام إِنكار للياقة قتلها وتهديد لقاتلها بلا خطاب له لشدة الغضب عليه وحطه عن درجة الخطاب وبعث لها على القيام بحق نفسها ونصرة لها، ومثل ذلك قوله أأنت قلت للناس الخ، وعن عمر رضى الله عنه " جاء قيس بن عاصم التميمى إِلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال وأدت ثمانى بنات فقال - صلى الله عليه وسلم - أعتق عن كل واحدة رقبة قال إِني صاحب إِبل فقال اهد عن كل واحدة بدنة " وذلك ندب لا إِيجاب لأَن الإِسلام يجب ما قبله، ومن العرب من يستقبح ذلك كجد الفرزدق صعصعة ابن ناجية قال يا رسول الله عملت أعمالاً فى الجاهلية هل لى أجر أحييت ثلثمائة وستين من الموؤدة كل بناقتين عشراوين وجمل فقال - صلى الله عليه وسلم - " لك أجر إِذ مَن الله عليك بالإِسلام " وافتخر به الفرزدق وحق له أن يفتخر إِذ قال:
وجدى الذى منع الوائدات   فأَحى الوئيد فلم تؤد
فتقول لهذا الحديث حسنات المشرك حال شركه تقبل وسيئاته تغفر إِذا أسلم وأجاز ابن عمر وابن عباس وابو سعيد الخدرى وجابر ابن عبد الله العزل وهو أن يصب النطفة خارج الفرج لئلا تحمل وكذا ابن مسعود واستدلوا بقوله تعالى:فأتوا حرثكم أنَّى شئتم } [البقرة: 223]، ولا دليل فيه لأَن معناه فى القبل من جهة البطن أو الظهر ومعنى قدموا لأَنفسكم الخ اتخاذ الولد من النكاح وعن جابر بن عبد الله كنا نعزل على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والقرآن ينزل ولم ينهنا قيل كان اليهود يكرهون العزل ويقولون إِنه الوأد الصغير فنزلت الآية:

السابقالتالي
2