الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ ٱلشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَىٰ قَوْمٍ لَّمْ نَجْعَل لَّهُمْ مِّن دُونِهَا سِتْراً }

{ حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ } أى موضع طلوعها من أول معمول الأرض، بلغه فى مدة يسيرة تسهيلا من الله كما قال الله عز وجل:وآتيناه من كل شئ سبباً } [الكهف: 84] وزعم بعض أنه بلغه فى اثنتى عشرة سنة والآن بدا لى أن أقول معميا وعلم الغيب الغيب لله:
لويل مصاب عن ثمان وأربع   سوى فرحة من مؤمن وجحود
كذا لاح لى والله بالغيب أعلم   فذا ساحل لمؤمن وكنود
ومضى من ذلك مقدار، وبقى نحو عشرين.

{ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَى قَوْمٍ لَمْ نَجْعَلْ لَهُمْ مِنْ دُونِهَا سِتْرًا } قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " سترا بناء لم يبن فيها بناء قط، كانوا إِذا طلعت الشمس دخلوا سربا لهم، حتى تزول الشمس " رواه الحسن عن سمرة بن جندب، وعنه عن سمرة ابن جندب، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إِن أرضهم لا تحمل البناء فإذا طلعت الشمس تغوروا فى المياه وإذا غابت خرجوا يتراعون كما ترعى البهائم " وقيل: الستر اللباس، وهم قوم من الزنج عراة، وقيل: من الهند. وعن مجاهد: من لا يلبس الثياب من السودان عند مطلع الشمس أكثر من أهل الأرض، وعن وهب ابن منبه: أنهم منسك.

قلت: ظاهر الآية العموم فلا بناء يسترهم، ولا لباس، فيكون قوله صلى الله عليه وسلم بناء تمثيل لا حصر، أو لا نسلم أن السرب والبناء ليسا من الستر المتعارف، وقول ابن عطية: الظاهر أن المراد فى الآية إثبات تأثير الشمس فيهم غير متبادر.