{ وَٱغْفِرْ لأَبِىۤ إِنَّهُ كَانَ مِنَ ٱلضَّآلِّينَ } ، قال هذا قبل أن يتبين له أنه عدو الله، كما سبق ذكره في سورة التوبة. { وَلاَ تُخْزِنِى } ، لا تفضحني، { يَوْمَ يُبْعَثُونَ }. { يَوْمَ لاَ يَنفَعُ مَالٌ وَلاَ بَنُونَ * إِلاَّ مَنْ أَتَى ٱللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ } أي: خالص من الشرك والشك، فأما الذنوب فليس يسلم منها أحد، هذا قول أكثر المفسرين. قال سعيد بن المسيب: القلب السليم هو الصحيح، وهو قلب المؤمن لأن قلب الكافر والمنافق مريض. قال الله تعالى:{ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ } [البقرة: 10] قال أبو عثمان النيسابوري: هو القلب الخالي من البدعة المطمئن على السنة. { وَأُزْلِفَتِ } قربت { ٱلْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ وَبُرِّزَتِ } أظهرت، { ٱلْجَحِيمُ لِلْغَاوِينَ } ، للكافرين. { وَقِيلَ لَهُمْ } ، يوم القيامة، { أَيْنَ مَا كُنتُمْ تَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ هَلْ يَنصُرُونَكُمْ } ، يمنعونكم من العذاب، { أَوْ يَنتَصِرُونَ } لأنفسهم. { فَكُبْكِبُواْ فِيهَا } ، قال ابن عباس: جمعوا. وقال مجاهد: دُهْوِرُوا. وقال مقاتل: قذفوا. وقال الزجاج: طرح بعضهم على بعض. وقال القتيبي: أُلقوا على رؤوسهم. { هُمْ وَٱلْغَاوُونَ } ، يعني الشياطين، قاله قتادة: ومقاتل. والكلبي: كفرة الجن. { وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ } ، وهم أتباعه ومن أطاعه من الجن والإنس. ويقال: ذريته. { قَالُوۤاْ } أي: قال الغاوون للشياطين والمعبودين، { وَهُمْ فِيهَا يَخْتَصِمُونَ } ، مع المعبودين ويجادل بعضهم بعضاً.