الرئيسية - التفاسير


* تفسير الجامع لاحكام القرآن/ القرطبي (ت 671 هـ) مصنف و مدقق


{ سَيَحْلِفُونَ بِٱللَّهِ لَكُمْ إِذَا ٱنْقَلَبْتُمْ إِلَيْهِمْ لِتُعْرِضُواْ عَنْهُمْ فَأَعْرِضُواْ عَنْهُمْ إِنَّهُمْ رِجْسٌ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ جَزَآءً بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ }

قوله تعالىٰ: { سَيَحْلِفُونَ بِٱللَّهِ لَكُمْ إِذَا ٱنْقَلَبْتُمْ إِلَيْهِمْ } أي من تبوك. والمحلوف عليه محذوف أي يحلفون أنهم ما قدروا على الخروج. { لِتُعْرِضُواْ عَنْهُمْ } أي لتصفحوا عن لومهم. وقال ابن عباس أي لا تكلموهم. وفي الخبر أنه قال عليه السَّلام لما قدِم من تبوك: " ولا تجالسوهم ولا تكلموهم " { إِنَّهُمْ رِجْسٌ } أي عملهم رجس والتقدير: إنهم ذوو رجس أي عملهم قبيح. { وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ } أي منزلهم ومكانهم. قال الجوهري: المأوى كل مكان يأوِي إليه شيء ليلاً أو نهاراً. وقد أوى فلان إلى منزله يأوِي أوِيّاً، على فعول، وإواء. ومنه قوله تعالى:سَآوِيۤ إِلَىٰ جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ ٱلْمَآءِ } [هود: 43]. وآويته أنا إيواء. وأويته إذا أنزلته بك فعلت وأفعلت، بمعنى عن أبي زيد. ومأوِي الإبل بكسر الواو لغة في مأوى الإبل خاصة، وهو شاذ.