الرئيسية - التفاسير


* تفسير محاسن التأويل / محمد جمال الدين القاسمي (ت 1332هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ قُلْ كَفَىٰ بِٱللَّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيراً بَصِيراً }

{ قُلْ كَفَىٰ بِٱللَّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ } أي: على أني بلغت ما أرسلت به إليكم، وإنكم كذبتم وعاندتم. وقرر الرازيّ أن المعنيّ بالشهادة هو الشهادة على رسالته عليه الصلاة والسلام بإعجاز القرآن. أي: كفى بما أكرمني به تعالى من هذا المعجز، شاهداً على صدقي. ومن شهد تعالى على صدقه فهو صادق. فقولكم، معشر المشركين، بعد هذا، يجب أن يكون الرسول ملكا، تحكم فاسد. ا هـ.

وناقشه أبو السعود بأن ما قرره لا يساعده قوله تعالى: { بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ } وما بعده من التعليل. ثم قال أبو السعود: وإنما لم يقل بيننا تحقيقاً للمفارقة، وإبانة للمباينة. وقوله تعالى: { إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيراً بَصِيراً } أي: عالماً بأحوالهم. فهو مجازيهم. وهذا تسلية لرسول الله صلى الله عليه وسلم ووعيد للكفرة.