{ ومنْ يَعْتصم بِالله } بالانقطاع عما سواه، والتمسك بالتوحيد الحقيقيّ { فقد هُدي إلى صِرَاطٍ مُسْتقيم } إذ الصراط المستقيم هو طريق الحق تعالى، كما قال:{ إِنَّ رَبِّي عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيم } [هود، الآية: 56]، فمن انقطع إليه بالفناء في الوحدة كان صراطه صراط الله { اتقوا الله حقّ تُقاته } في بقايا وجودكم، فإن حقّ اتقائه هو أن يتقى كما يجب، ويحق وهو الفناء فيه، أي: اجعلوه وقاية لكم في الحذر عن بقايا ذواتكم وصفاتكم، فإن في الله خلفاً عن كلّ ما فات { ولا تَمُوتنّ } إلا على حال إسلام الوجوه له، أي: ليكن موتكم هو الفناء في التوحيد.